موسكو – (رياليست عربي): أعلنت مؤخراً ثلاثة دول في الغرب الإفريقي، مالي وبوركينا فاسو والنيجر، تشكيل تحالف عسكري يضمن تعاون أنظمة تلك الدول التعاون عسكرياً في حال تعرض إحداها لتمرد داخلي أو عدوان خارجي.
وقال رئيس المجلس العسكري الحاكم في مالي، أسيمي غويتا، “لقد وقعت مع رئيسي بوركينا فاسو والنيجر على ميثاق ليبتاكو-غورما لإنشاء تحالف دول الساحل بهدف إنشاء إطار للدفاع الجماعي والمساعدة المتبادلة”.
نقطة الانطلاق لهذا التحالف جاء من إعلان مالي وبوركينا فاسو، نهاية يوليو/تموز الماضي، التضامن مع المجلس العسكري في النيجر بعد الانقلاب على الرئيس محمد بازوم، في مواجهة تهديد المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا «إيكواس» بالتدخل العسكري لإنهاء الانقلاب بالقوة، وقالت الدولتان حينها إن الحرب على النيجر تعني الحرب عليهما أيضاً.
ويري الوزير الأسبق والسياسي العراق، باقر جبر الزبيدي، في سياق تحليله للخريطة التي ترسم في قارة إفريقيا الآن، انتهى عهد المستعمرات الفرنسية في القارة مع سلسلة الانقلابات التي ضربت دولها، فرنسا خرجت شكلياً من تلك المنطقة في منتصف القرن الماضي، بعد أن أجبرتها حركات التحرر على الخروج، إلا أنها ظلت تحتفظ بسيطرة شبه تامة على أفريقيا.
الانقلابان الأخيران في النيجر والغابون، أطاح بآخر الحكام الموالين لـ باريس، وانتهت بذلك واحد من أسوأ عصور الاستعمار.
مشيرا إلى إن مجلة (جاكوبين) الأميركية قالت في تقرير لها: إن أفريقيا الفرنسية ماتت، وهو ما سوف يؤثر على الاقتصاد الفرنسي والعالمي ويحدث متغيرات هائلة في عمل شركات كبرى، انقلاب الغابون هو الثامن الذي يقع في مستعمرة فرنسية سابقة منذ 2020 وهو مؤشر كبير على تراجع الدور الفرنسي في القارة التي تشهد تحالفات جديدة.
انقلاب النيجر يقلق فرنسا لآن (3 من كل 4 مصابيح) في فرنسا تضاء بواسطة اليورانيوم النيجري الذي يغذي حوالي 56 مفاعلا نوويا موزعة على 18 محطة طاقة، تستمد منها فرنسا قرابة 70 % من الكهرباء من الطاقة النووية.
كما تعد النيجر سابع أكبر منتج لليورانيوم في العالم، وكانت سابقا حتى 2015 رابع أكبر منتج لكن إنتاجها تراجع على مر السنين وكانت شركة (أورانو) الفرنسية هي من تسيطر على اقتصاد النيجر.
روسيا والصين الآن تمارسان أدواراً مختلفة تزيد من قوة تحالفهما، حيث تتولى موسكو الملف الأمني بينما تتولى الصين ملف الاقتصاد في القارة الأفريقية.. فرنسا تواجه حالياً ما واجهته بريطانيا سابقا في الخليج وآسيا، وسوف تبحث باريس عن أراض بديلة من أجل صناعة نفوذ جديد والتي ستكون في آسيا والمنطقة العربية على الأغلب.