موسكو – (رياليست عربي): ذكرت وزارة الخارجية الروسية أن موسكو سترد بقسوة على أي هجمات مواجهة جديدة من قبل طوكيو، وأكدت وزارة الخارجية الروسية أنه في سياق سياسة المواجهة التي تنتهجها اليابان، فإن موسكو لا ترى أي فرصة لمواصلة الحوار بشأن إبرام معاهدة سلام بين الدول.
ونقلت وسائل إعلام روسية عن الوزارة ما مفاده أن “الاتحاد الروسي سيواصل الرد على أي هجمات تصادمية جديدة من قبل السلطات اليابانية بأكثر الإجراءات المضادة صرامة وحساسية بالنسبة لليابان، مسترشدًا فقط بمصالحه الوطنية الخاصة” .
وعلى وجه الخصوص، ردت وزارة الخارجية الروسية على بيان اليابان بأن طوكيو ستواصل اتباع المسار نحو إبرام معاهدة سلام في العلاقات مع موسكو، وأشارت الوزارة الروسية إلى أن اليابان تنتهج سياسة عدائية تجاه البلاد بعد بدء عملية خاصة في أوكرانيا.
وبالإضافة إلى ذلك، أشارت الوزارة إلى أن عدد “حزم” العقوبات غير المشروعة ضد روسيا يتزايد، وأن “المشاعر المعادية للروس تتأجج” في المجتمع الياباني، وفي الشرق الأقصى، بالقرب من حدود الاتحاد الروسي، يتكثف النشاط العسكري الياباني بالاشتراك مع الولايات المتحدة ودول حلف شمال الأطلسي، وأضافت وزارة الخارجية أن طوكيو تدعم أيضًا نظام كييف.
وأكدت الوزارة أنه في مثل هذه الظروف، لا ترى روسيا أي فرصة لمواصلة الحوار بشأن إبرام معاهدة سلام بين الدول.
وقال رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا في وقت سابق، إن طوكيو ستتبع مسار العلاقات مع موسكو لحل المشكلة الإقليمية وإبرام معاهدة سلام، مشيراً إلى أن العلاقات بين البلدين اليوم في حالة صعبة.
نحن نتحدث عن معاهدة سلام بين البلدين، والتي لم يتم التوقيع عليها بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، في عام 1956، وقعت اليابان والاتحاد السوفييتي إعلاناً مشتركاً، وافقت موسكو بموجبه على النظر في نقل هابوماي (مجموعة جزر في جزر الكوريل الصغرى) وشيكوتان (أكبر جزيرة في جزر الكوريل الصغرى) إلى طوكيو، ولكن ولهذا كان من الضروري إبرام معاهدة سلام، وفي الوقت نفسه، لم تتخل اليابان نفسها عن مطالباتها بجميع جزر سلسلة الكوريل، ومع ذلك، فشلت الدول في التوصل إلى اتفاق بشأن هذه المسألة، في الوقت الحالي، موقف القيادة الروسية هو حرمة سيادة الاتحاد الروسي على جزيرتي هابوماي وشيكوتان.
وفي مارس 2022، أعلنت وزارة الخارجية الروسية انتهاء المفاوضات مع طوكيو بشأن مسألة معاهدة السلام. وكان السبب في ذلك هو القيود الأحادية التي فرضتها اليابان على روسيا فيما يتصل بالعملية الخاصة في أوكرانيا، وبدورها انسحبت موسكو من الحوار مع طوكيو بشأن إقامة أنشطة اقتصادية مشتركة في جزر الكوريل الجنوبية، مما عرقل تمديد وضع اليابان كشريك في منظمة التعاون الاقتصادي في البحر الأسود.
أما في أبريل 2023، نشرت اليابان الكتاب الأزرق للدبلوماسية، والذي وصف جزر الكوريل بأنها محتلة بشكل غير قانوني من قبل روسيا، وفي وقت لاحق، في يونيو/حزيران، صرح كيشيدا أيضاً أن اليابان ستواصل مسارها نحو إبرام معاهدة سلام مع الاتحاد الروسي، وأضاف أن طوكيو ستلتزم بشدة بموقفها المتمثل في إبرام معاهدة سلام مع روسيا وحل المشكلة الإقليمية.