الرباط – (رياليست عربي): تضع المملكة المغربية بكافة دوائر “المخزن” في العاصمة الرباط، كافة الاحتمالات ومستعدة للذهاب إلى أي حل، قد يمس القضية الفلسطينية المصيرية عند العرب، مقابل ملف “الصحراء” في ظل المواجهة التاريخية مع جبهة البوليساريو، ليكون الرهان الجديد الذي طرح بحسب أوساط مغربية مطلعة على ملف التطبيع المغربي – الإسرائيلي، أن المفاوضات التي جمعت وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة ونظيره الأمريكي انتوني بلينكن، حملت إمكانية طرح وتسويق “الرباط” لمقترحات جهزتها بيوت خبرة في دوائر صنع القرار الأمريكي، تعتبر دماغ لمجالس حكماء تابعة للوبي الصهيوني في الولايات المتحدة.
وأشارت تلك الأوساط إلى أن طرح وتسويق “الرباط لتلك المقترحات، مقابل الحصول على دعم أمريكي قوي ومستمر بجدول زمني لمقترح الحكم الذاتي لـ”الصحراء” الذي يراهن عليه المغرب، يبتعد عن اعتراف أمريكي موصوف بالـ”متذبذب” بـ”مغربية” الصحراء، يتغير مع ساكن البيت الأبيض.
يأتي ذلك في الوقت الذي قال فيه العاهل المغربي الملك محمد السادس، أمس الاثنين، إن بلاده الذي طبع علاقاته الدبلوماسية مع إسرائيل، سوف يستثمر “علاقاته المتميزة” مع كل الأطراف لتوفير ظروف استئناف المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، مجدداً تأكيده التضامن مع الشعب الفلسطيني.
ودعا العاهل المغربي الذي يترأس ما يسمى بـ”لجنة القدس”، المجتمع الدولي إلى مساعدة الطرفين على بناء أسس الثقة والامتناع عن الممارسات التي تعرقل عملية السلام”، وفق الرسالة التي نشرتها وكالة الأنباء المغربية بمناسبة اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني.
وتأسست لجنة القدس بتوصية من المؤتمر السادس لوزراء خارجية البلدان الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي المنعقد في جدة عام 1975، وقد قرر المؤتمر العاشر المنعقد بمدينة فاس المغربية، إسناد رئاستها إلى العاهل المغربي السابق الملك الحسن الثاني، ليترأسها بعد وفاته ابنه الملك محمد السادس، والهدف العام من اللجنة، حماية القدس من المخططات والمؤامرات الصهيونية وخطط تهويدها، كما ذكر في بيان التأسيس.
وكان المغرب استأنف علاقاته الدبلوماسية مع إسرائيل أواخر العام الماضي، في إطار اتفاق ثلاثي تعترف بموجبه الولايات المتحدة بسيادة المملكة على الصحراء الغربية، المتنازع عليها مع جبهة البوليساريو.
وقد أضافت “الرباط” تنشيطاً جديداً التعاون العسكري المعلن مع إسرائيل والذي نشأ سراً في ستينات القرن الماضي، حيث أبرمت الرباط الأسبوع الماضي اتفاقاً للتعاون العسكري مع تل أبيب، في سياق الزيارة غير المسبوقة لوزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس إلى المغرب.
وأدانت حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، وكذلك حركة فتح التي وصفت الاتفاق بأنه “الطعنة في ظهر القدس”، وقالت إن إقامة علاقات أمنية بين الاحتلال الإسرائيلي والمغرب، ما هو إلا نسف واضح لمبادرة السلام العربية القائمة على أساس الأرض مقابل السلام الشامل.
خاص وكالة رياليست.