الخرطوم – (رياليست عربي): يعيش السودان على واقع أزمة سياسية طاحنة بين فرقاء سياسيين، باتت علاقاتهم بالسياسة مجرد بيانات، شعارات بعيدة كل البعد عن نبض الشارع لا تمثل مطالب محتجين، ولا يوجد بينهم شخصية يتفق عليها الجميع، وسيطر شعار «الكل ضد الكل» على المناخ السياسي للدولة بطريقة تعكس الخوف من المستقبل وصعوبة الخروج من نفق مظلم في القريب العاجل.
خلال الأشهر الماضية تعمدت القوى الغربية وعلى رأسها أميركا، التحريض ضد المؤسسة العسكرية بطريقة مكشوفة تجسد منهج واشنطن في تأجيج الثورات الملونة من خلال دفع الجميع للصدام، والتحريض على الجيوش النظامية وجعلها هدفاً مشروعاً لما تسميهم القوى الثورية.
التحريض ضد الجيش السوداني، بدأ بترسيخ فكرة أطماعه في الحكم وعدم ترك السلطة، واتهام قياداته بعرقلة أداء الحكومات المدنية، ونجح رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبدالفتاح البرهان، في الخروج من هذا المأزق عبر الانسحاب التكتيكي من المشهد السياسي وترك الأمور للقوى المدنية المتصارعة على سلطة لا تمتلك أجندة بهدف الوصول لها، علاوة على شارع منفلت فاقد البوصلة لا يتبع رمزاً ولا يعلم ماذا يريد بشكل محدد.
انسحاب البرهان الذي دأب التأكيد عليه، وتبعه في نفس النهج نائبه الفريق محمد حمدان دقلو المعروف بـ«حميدتي» قائد قوات الدعم السريع، وأدلى مرات عدة بتصريحات تؤكد على عدم رغبة المؤسسة العسكرية في البقاء بالسلطة مطالباً المدنيين بالتوافق واختيار رئيس للوزراء، ومعاونة الجميع في خطوات دستورية حتى يتم تشكيل مؤسسات الدولة.
عقب إفشال مخططات الغرب التحريضية المتعلقة بأطماع الجيش في السلطة، بدأت موجة جديدة من التحريض تمثلت هذه المرة في زعم تورط القوات المسلحة في الانحياز لـ«المؤتمر الوطني» (الإخوان) حزب الرئيس السابق عمر البشير.
الاتهام الجديد دفع رئيس المجلس السيادي عبد الفتاح البرهان للسخرية مما وصفه بالمحاولات الفاشلة لاتهام مجلس السيادة بالانحياز إلى المؤتمر الوطني وقال إن مطلقي الشائعات “عايزين يسوقو الناس بالخلا”
وقال البرهان إن الجيش لا ينحاز إلى أي فئة أو حزب، خلاف الشعب السوداني الذي يستمد منه السند والعضد، واصفاً ما يشيعه البعض بأن مجلس السيادة ينحاز إلى المؤتمر الوطني بأنه “سواقة بالخلا”.
وأضاف رئيس مجلس السيادة: “الناس باتت واعية ولن تنطلي عليهم هذه الشائعات الساذجة”.
وجدد التأكيد بانسحاب الجيش من العملية السياسية حتى يتسنى تشكيل حكومة مدنية، واصفاً ما يثيره البعض من تشكيك في خطوة الجيش بأنه «مزايدات ومكايدات»، وأعرب عن تفاؤله بأن تشهد الفترة المقبلة انفراجاً في المشهد السياسي بعد استشعار الجميع بالمخاطر.
وتزامناً مع حديث البرهان عن انفراجة سياسية، كشفت تقارير، عن حصر الترشيحات لشغل منصب رئيس الوزراء في خمس شخصيات، منهم وكيل وزارة الخارجية الحالي دفع الله الحاج، ومضوي الترابي، التجاني السيسي، ومبارك أردول.