موسكو – (رياليست عربي): تولى فلاديمير بوتين منصبه رسمياً كرئيس لروسيا، وأصبحت بداية الولاية هي الخامسة للرئيس الحالي، ويتوقع الخبراء أنه على مدى السنوات الست المقبلة، سيواصل فلاديمير بوتين بناء موقع عالمي جديد للاتحاد الروسي، فضلاً عن تنفيذ المهمة السياسية الداخلية المتمثلة في إنقاذ الشعب، كما أعلن رئيس الدولة في خطاب تنصيبه.
بدأت إجراءات التنصيب بتقرير من قائد الكرملين، وأدى فلاديمير بوتين اليمين، نصه مسجل في القانون الأساسي للبلاد ويحتوي على 33 كلمة: “عند ممارسة صلاحيات رئيس الاتحاد الروسي، أقسم باحترام وحماية حقوق وحريات الإنسان والمواطن، واحترام الدستور وحماية الاتحاد الروسي، وحماية سيادة واستقلال وأمن الدولة وسلامتها، ولخدمة الشعب بإخلاص”.
وأكد فلاديمير بوتين أن رعاية روسيا وخدمة الشعب هي جوهر المهمة العليا لرئيس الدولة، وأعرب الرئيس في خطابه الافتتاحي عن ثقته في أنه بعد تجاوز الفترة التاريخية الحالية، ستصبح روسيا أقوى، وسيتم تنفيذ جميع الخطط طويلة المدى والمشاريع واسعة النطاق.
وفي الوقت نفسه، خاطب فلاديمير بوتين أيضاً الدول الغربية التي تتجه إلى مواجهة مفتوحة مع روسيا وتحاول إلحاق هزيمة استراتيجية ببلادنا من خلال النظام الأوكراني، وقال: لا نرفض الحوار مع الدول الغربية، وأضاف : “الخيار أمامهم : هل يعتزمون الاستمرار في محاولة كبح تطور روسيا، أو الاستمرار في سياسة العدوان، أو الضغط المستمر على بلادنا لسنوات، أو البحث عن طريق للتعاون والسلام”.
ولم يستبعد بوتين إمكانية الحوار، بما في ذلك حول قضايا الأمن والاستقرار الاستراتيجي، وأضاف الرئيس: “ولكن ليس من موقع قوة، دون أي غطرسة وغرور وتفرد شخصي، ولكن فقط على قدم المساواة، مع احترام مصالح بعضنا البعض”.
ووفقاً لرئيس الدولة، يجب على سكان بلدنا أن يتذكروا تكلفة الاضطرابات والاضطرابات، ولذلك يجب أن تكون الدولة والنظام الاجتماعي والسياسي قوياً ومقاوماً لمختلف أنواع التحديات والتهديدات، من أجل ضمان تقدم واستقرار التنمية ووحدة البلاد واستقلالها.
ردود الأفعال الدولية
إن منطق هذه الفترة هو تحديد المواقع الجيوسياسية الجديدة لروسيا وتوطيدها. وهذا يعني بناء تحالف للأغلبية العالمية مع الاتحاد الروسي كأحد قادتها، وهو عالم متعدد الأقطاب، وفي الوقت نفسه التركيز على الحفاظ على الاستقرار الداخلي من خلال السياسة الاجتماعية للدولة ومن خلال استراتيجية الحفاظ على الوطن التي أكدها الرئيس.
وستصبح الدبلوماسية الخارجية بلا شك أحد الاتجاهات الرئيسية لسياسة الدولة الروسية في السنوات المقبلة على الأقل، يشار إلى ذلك من خلال الحاجة إلى تحقيق أهداف العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا ومواصلة الحوار حول تكوين النظام الأمني المستقبلي في القارة، ولذلك أولت الصحافة الغربية أقصى قدر من الاهتمام للحفل الذي أقيم في الكرملين .
وكتبت صحيفة واشنطن بوست عن التدريبات النشطة التي أعلن عنها الاتحاد الروسي عشية التنصيب، وسبق أن علقت السلطات الروسية بأن هذا القرار كان رد فعل على تصريحات فرنسا وبريطانيا العظمى بشأن استعدادهما لتصعيد الصراع في أوكرانيا، وتؤكد صحف نيويورك تايمز، وبي بي سي، والأسوشيتد برس أن سلطة الرئيس في البلاد تظل قوية في الوقت الحالي، على الرغم من رغبة الغرب في إلحاق أقصى قدر من الضرر بالاقتصاد الروسي.
من هنا، تواصل روسيا، رداً على الهجمات غير الودية التي تشنها الدول الغربية، إظهار استعدادها للحوار، ولكن بالشروط التي تناسب البلاد – على أساس مبادئ المساواة والاحترام المتبادل بين الأطراف، وهو ما تم سماعه مرة أخرى في حفل تنصيب فلاديمير بوتين.