موسكو – (رياليست عربي): قال المحلل السياسي، ديمتري ليفي، إن زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى كييف تهدف إعلامياً إلى السوق السياسية الفرنسية المحلية، إذ تحتاج سلطات البلاد إلى حشد المجتمع حول الزعيم على خلفية بعض التهديدات العسكرية المستمرة.
وقال ليفي في محادثة مع موقع Lenta.Ru: “إن سياسة ماكرون تمر الآن بأوقات عصيبة، وهو مهتم بأن يصرف المجتمع نفسه عن المشاكل الداخلية، ويلتف حول الزعيم وسط مناقشات حول التعبئة والشعور بالتهديد العسكري المستمر” .
واعترف بأنه من غير المرجح أن يدلي ماكرون بتصريحات جدية جديدة خلال زيارته لأوكرانيا.
وأضاف: «سنسمع تصريحات تقليدية حول الدعم الذي ستقدمه فرنسا للحفاظ على استقلال أوكرانيا، ستكون هناك وعود لتحقيق شيء ما، إعلان التزام بالاتفاقات، ليست هناك حاجة لتوقع أي أجندة جديدة”.
من جانبه، قال الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي إن ماكرون يعتزم زيارة أوكرانيا في المستقبل القريب، وبحسب وسائل إعلام أوكرانية، خاصة بالزعيم الأوكراني، فقد أجرى زعيما البلدين محادثة هاتفية ناقشا فيها الوضع الحالي.
ومع ذلك، كتبت صحيفة “لا تريبيون” نقلاً عن مصادر، أن قصر الإليزيه قد يغير مواعيد زيارة ماكرون لأوكرانيا.
باريس أخذت “على محمل الجد” ما حدث في 6 مارس، عندما سقط صاروخ روسي “على بعد أقل من 500 متر من ميناء أوديسا”، الذي زاره زيلينسكي ورئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس.
وفي وقت سابق، قال ماكرون إن القادة الغربيين ناقشوا إمكانية إرسال قواتهم إلى أوكرانيا . وبحسب قوله، «لا يمكن استبعاد أي شيء في تطور الوضع»، كما ذكرت صحيفة بوليتيكو أن فرنسا بدأت في إنشاء تحالف جديد من الدول التي ستكون مستعدة لإرسال قوات إلى أوكرانيا إذا لزم الأمر، وبحسب الصحيفة، تمت مناقشة مواضيع مماثلة خلال اجتماع بين وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه ونظيره الليتواني جابريليوس لاندسبيرجيس ورئيس وزارة الخارجية الأوكرانية ديمتري كوليبا.
وبعد هذا التصريح، انتقد زعماء أحزاب المعارضة في فرنسا رئيس الدولة، على سبيل المثال، أكدت رئيسة حزب التجمع الوطني، مارين لوبان، أن رئيس البلاد “يلعب دور قائد عسكري”، ووفقاً لها، فإن السلام أو الحرب في فرنسا على المحك . وأشار زعيم حزب فرنسا غير المقهورة، جان لوك ميلينشون، إلى أن احتمال بدء حرب ضد روسيا ضرب من الجنون .
وفي الوقت نفسه، قال وزير الخارجية البولندي رادوسلاف سيكورسكي، خلال مناقشة بمناسبة الذكرى الخامسة والعشرين لانضمام البلاد إلى الحلف، إن قوات الناتو موجودة بالفعل في أوكرانيا، وأوضح الوزير أنه لن يكشف عن الدول التي أرسلت قواتها العسكرية إلى هناك.
وعلقت الممثلة الرسمية لوزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا على هذه الكلمات، وأشارت إلى أنه لا جدوى من حرمان دول الناتو من المزيد.