باريس (رياليست – عربي): نقلت مارين لوبان، اليوم السبت، خلال المؤتمر الـ18 لحزب “التجمع الوطني” اليميني المتطرف في فرنسا، شعلة قيادة الحزب، إلى جوردان بارديلا، ابن الـ27 عاماً، الذي كان قد تسلّم قيادة الحزب بالوكالة منذ سبتمبر/أيلول 2021، عندما كانت لوبان تخوض حملة انتخابات الرئاسة الفرنسية للمرة الثالثة.
وحسب تقارير إعلامية فرنسية فقد حصد بارديلا، الذي يشغل منصب نائب بالبرلمان الأوروبي وتولى رئاسة “التجمع الوطني” بالإنابة منذ نحو سنة، ما مجموعه 84.84% من الأصوات في الانتخابات التي جرت صباح اليوم، وصوّت خلالها نحو 40 ألفاً من أنصار الحزب.
واستطاع بارديلا بذلك تحقيق انتصاره الذي كان متوقعاً على عمدة مدينة بربينيان (جنوب)، لويس أليوت، الذي حصل فقط على 15.16% من الأصوات. كذلك أصبح بارديلا أول زعيم يقود الحزب اليميني المتطرف من خارج عائلة لوبان، بعد تأسيسه عام 1972 من قبل جان ماري لوبان.
وكان متوقعاً على نطاق واسع فوز بارديلا بخلافة مارين لوبان وقيادة الحزب، في ظلّ صعوده السريع داخل هرمية “التجمع الوطني”، وقربه من العائلة، والنجاحات التي حقّقها مع لوبان أخيراً، لا سيما مع ارتفاع عدد نواب الحزب داخل البرلمان، إثر الانتخابات التشريعية التي أجريت في فرنسا في يونيو/ حزيران الماضي.
وتسود قناعة بأنّ بارديلا هو “صنيعة لوبان”. كما أنه الشريك في الحياة الخاصة لنولوين أوليفييه، ابنة أخت مارين، ماري كارولين لوبان. لكن الفضل يُنسب لابن ضواحي باريس الذي ولد في بيئة فقيرة، ولا تغادره اليوم ربطة عنقه، في أنه ساهم في سعي الحزب إلى التموضع إلى اليمين التقليدي، وإخراجه في عملية مستمرة، من دائرة الانعزال، ليصبح أكثر اقتراباً من المنظومة السياسية الفرنسية.
كما أنّ لبارديلا الفضل في جذب الفرنسيين الناقمين على حزب “الجمهوريين” (اليمين التقليدي)، إلى “التجمع الوطني”، وهو ما نجح الحزب في استثماره خصوصاً خلال الانتخابات الرئاسية الأخيرة (إبريل/ نيسان الماضي)، حين تمكّنت لوبان من الاقتراب أكثر من الإليزيه، وانتقلت مع الرئيس إيمانويل ماكرون إلى الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية، بفارق نقاط مئوية قليلة عنه (23.15% مقابل 27% لماكرون).
وتترك مارين لوبان بذلك زعامة الحزب اليميني المتطرف بعد 11 عاماً من قيادتها له، بعدما تسلمته من والدها إثر انقلابها عليه، وتقول إنها تريد مواصلة “عملها” وكفاحها السياسي، من دون استثناء ترشّحها لخوض السباق نحو الإليزيه للمرة الرابعة.