طرابلس – (رياليست عربي): قال رئيس حكومة الوحدة الليبية، عبد الحميد الدبيبة، إن التشكيك في جاهزية الحكومة والمفوضية لإجراء الانتخابات أصبح تحركاً مكشوفاً، ولن يقبله الليبيون الذين ينتظرون “إجراء العُرس الانتخابي”.
وأضاف رئيس حكومة الوحدة الليبية، خلال كلمة له عقب لقاء مع رئيس المفوضية عماد السايح أنه حريص على إنهاء المراحل الانتقالية، لأنه لا طريق إلا الانتخابات والدستور، إلى أن ما أعاق العملية الانتخابية هو قانون الانتخابات المعيب.
وفي تعليق على الخلافات السياسية في بلاده قال رئيس حكومة الوحدة الليبية: إن الأجسام الحالية لم تعد تمثل الشعب الليبي، فهي تقاوم إرادته وتستخف به، وما تسعى له هو خدمة مصالحها من خلال التمديد عبر اختراع مسارات موازية يرفضها كل الشعب الليبي، كل مسار موازٍ هو تعطيل للحياة السياسية واختطاف لحق الشعب في التغيير ومحاولة لإنهاء سلمية العملية السياسية واستبدالها بمراحل الانقسام والحرب.
وأكد الدبيبة والسائح في ختام لقائهما على جاهزية الحكومة والمفوضية لإجراء الانتخابات في الجوانب اللوجستية والفنية، مشدديْن على ضرورة الضغط المحلي والدولي لاستكمال القوانين السليمة لتحقيق مطلب الليبيين.
وعلق الدبلوماسي الليبي السابق، رمضان البحباح، على كلمة رئيس حكومة الوحدة قائلا: الدبيبة قال إن الأجسام الحالية لا تمثل الشعب الليبي، وأن منْ يقود تلك الأجسام قد ضاقوا ذرعاً أمام ما حققته حكومة الوحدة الوطنية، وأن سبب تعطيل الانتخابات سابقاً وحالياً هو قانونها المعيب، وبأنه أكثر حرصاً على إنهاء المراحل الانتقالية احتراما لإرادة الشعب، وقال أن أي حوار لا يقود لإنهاء هذه المراحل فهو حوار فاشل وغير مقبول، مستجيب لأي مبادرة تعزز الثقة بين مكونات الشعب الفاعلة وليست السلبية حسب قوله، مفندا التشكيك في جاهزية حكومته للانتخابات بأنه ادعاء لن يقبله الليبيون .
وتابع رمضان البحباح، أن هذا الخطاب غير موجه لذوي العقول والالباب، وأن الإستماع له أقرب إلى الضحك، لقد تحدث عن أن الأجسام الحالية لا تمثل الشعب الليبي، هل هو ضمن هذه الأجسام أو مستثنى منها؟ وإذا كان حالة استثنائية فمن يمثل على وجه التحديد؟.
كما تحدث عن أن ما حققته حكومته لم تحققه أي من الحكومات السابقة، هذا صحيح والدليل تقرير جهاز الرقابة والمتابعة الذي كشف عن جزء من حجم الفساد الرهيب الذي طال حتى المؤسسة الدينية التي تبيح وتحرم وتفتي .
وتابع الدبلوماسي الليبي السابق، الدبيبة تحدث كذلك عن أن الفشل في إجراء الإنتخابات مرده إلى قانونها المعيب، وهو يشير إلى القانون الذي أصدره مجلس النواب، متناسيا تصريح كل من السفير الأميركى، ريتشارد نورلاند، الذي أعلن أن إدارة بلاده هي السبب في تعطيلها، وكذلك الدبلوماسية ستيفاني وليامز، التي كانت تشغل مهام المستشار للامين العام للأمم المتحدة، والتي قالتها صراحة بأنها هي التي أوقفت الإنتخابات حرصا على الليبيين من عودة الدكتاتورية حسب زعمها .
أعلن أيضا بأنه لديه القدرة على إنهاء المراحل الإنتقالية !!، لا أدري ماذا يقصد على وجه التحديد ؟؟، إلا إذا تحصل على موافقة ضمنية من المتحكم في المشهد الليبي وليس ادعائه بأنه يحترم إرادة الشعب التي صودرت منذ غزو حلف الناتو لاسقاط نظام العقيد معمر القذافي في 2011، وهنا أقصد العامل الخارجي ووكالاته المخابراتية .
تحدث عن أن هناك مكونات إيجابية وأخرى سلبية من الشعب تمتلك زمام المبادرة، وهو سيكون مصطفا مع المكون الإيجابي، ولم يحدثنا عن طبيعة تلك المكونات الإيجابية والسلبية، هل يقصد قبائل أو مدن أو أحزاب أو مؤسسة عسكرية وأمنية؟
باعتقادي أن هذا التصريح إما أن يكون تعليمات وجب تسريبها وهو أقرب إلى الحقيقة، أم أنه خطاب وداع لأجل ترك السلطة مرغما، عموما ستتضح نتائجه خلال المدة القليلة المقبلة.