طرابلس ( رياليست – عربي): تبخرت وعود أميركا لدول أوروبا بتوفير بدائل للغاز الروسي، ومنذ انطلاق العملية العسكرية لحماية دونباس فى أوكرانيا، انهالت وعود البيت الأبيض لقادة أوروبا حول قدرة واشنطن على توفير إمدادات طاقة تؤمن الأسواق الأوروبية بديلا عن موسكو.
جميع الوعود الأميركية تبخرت بعدما أفرغت واشنطن خزائن القارة العجوز، وتركتهم عرضة للتجنيد فى فصل الشتاء، حديث هنا عن نفط وغاز الخليج، وحديث هناك عن بدائل من دول أفريقية، وأحلام لإنشاء خطوط غاز عابرة للبحار لتعويض الإمدادات، ومنذ أشهر زاد منسوب الحديث حول خط أنابيب غاز من ليبيا إلى إيطاليا مواز لـ «غرين ستريم».
لكن الصدمة الجديدة للقارة البيضاء التى جاءت بعد أيام من قرار «أوبك +» بتخفيض إنتاج النفط بمعدل مليوني برميل يوميا، تمثلت فى استبعاد مصادر إنشاء خط أنابيب جديد موازٍ لخط أنابيب الغاز «غرين ستريم» من ليبيا إلى إيطاليا، وفق ذكرت وكالة «نوفا» الإيطالية.
وقال مصدران في قطاع النفط، «في الوقت الحالي، من غير المحتمل إلى حد كبير إنشاء خط أنابيب جديد موازٍ لغرين ستريم من ليبيا إلى إيطاليا».
وكان وزير النفط والغاز الليبي في حكومة الوحدة الوطنية محمد عون، قال فى وقت سابق لوكالة «بلومبرغ»: إن ليبيا يمكنها بناء خط أنابيب موازٍ في غضون أشهر قليلة، مشيرًا إلى أن بلاده تصدر حاليًا إلى إيطاليا ما يقرب من 250-300 مليون قدم مكعب من الغاز يوميًا (أي 7-8 مليون متر مكعب).
ومن الناحية النظرية، يمكن لليبيا تصدير ما يصل إلى 10 مليارات متر مكعب من الغاز سنويًا إلى إيطاليا عبر غرين ستريم، خط أنابيب الغاز الذي يربط صقلية بحقول الغاز في جنوب غرب ليبيا. ومع ذلك، وصل فقط 3.23 مليار متر مكعب من الغاز الليبي في عام 2021، انخفاضًا من 4.46 مليار متر مكعب في العام السابق. بعبارة أخرى، لليبيا حاليًا تأثير هامشي على حصص استيراد الغاز في إيطاليا ، على الرغم من القدرة التصديرية الكبيرة، وذلك لأن 65 في المائة من الغاز الذي يتم استخراجه في غرب ليبيا على الحدود مع تونس يذهب إلى الشبكة الوطنية الليبية والباقي 35 فقط يذهب إلى غرين ستريم.
وفقًا لتقديرات كان من المفترض أن يبلغ إجمالي إنتاج ليبيا من الغاز 9.23 مليار متر مكعب في عام 2021، مقابل متطلبات داخلية تقارب 6 مليارات متر مكعب.
وقال مصدر: «لبناء خط أنابيب جديد، يتعين على ليبيا مضاعفة إنتاجها من الغاز الطبيعي. ثم سنرى»، يمكن أن يحدث هذا مع اكتشاف حقول غاز ضخمة جديدة. وفي هذا الصدد ، تقوم إيني بالعديد من الاستكشافات البرية والبحرية على حد سواء.
فرضية أخرى هي بناء محطات طاقة جديدة ذات دورة مركبة أو محطات كبيرة تستخدم مصادر الطاقة المتجددة، وخاصة الطاقة الشمسية، والتي تحتل شركة توتال إنيرجي الفرنسية صدارة أولوياتها.
وقال المصدر أخر، «خط أنابيب غاز جديد مع إيطاليا؟ لن يحدث. الإنتاج الحالي يكاد يستهلك بالكامل على المستوى المحلي. لا توجد شروط».