واشنطن – (رياليست عربي): بدأ الصراع بين رئيس المجلس الأوروبي، شارل ميشيل، ورئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، حول نشاط الأخيرة في شؤون السياسة الخارجية، وفق ما ذكرته وكالة “بلومبرغ” ذلك بالإشارة إلى مصادر دبلوماسية.
“إن الانقسام الداخلي في الاتحاد الأوروبي يكشف مشاكله الدبلوماسية، مع الرسائل المتضاربة حول الصراع بين إسرائيل وحماس والقمة المخيبة للآمال في واشنطن، أصبح الخلاف بين كبار مسؤولي الاتحاد الأوروبي محرجاً على نحو متزايد بالنسبة للكتلة.
وعلى وجه الخصوص، تتعلق الادعاءات ضد فون دير لاين بتصريحاتها حول الدعم الكامل لإسرائيل، بشرط أن تكون دول الاتحاد الأوروبي قد اتفقت بالفعل على موقف بشأن الوضع الإنساني في غزة، يعتقد الصحفيون أن رئيسة المفوضية الأوروبية فشلت في عكس القرار الموحد لأوروبا بشكل صحيح.
وفي هذا الصدد، كان رد فعل جميع الدبلوماسيين تقريباً سلبياً على بيان فون دير لاين، وبعد هذا التصريح، اضطر بعض المسؤولين إلى إزالة المشاكل في العلاقات مع الدول العربية بعد زيارتها لإسرائيل.
ويؤكد الصحفيون أن هذا الانقسام في الاتحاد الأوروبي يقلل من فعالية القادة الأوروبيين، بالإضافة إلى ذلك، نشأ هذا الوضع في الوقت الخطأ، لأنه في الوقت الحالي يجب على الجمعية أن تعبر عن موقف قوي واحد تجاه أوكرانيا وإسرائيل والصين.
وكانت قد ذكرت فون دير لاين، خلال كلمة ألقتها في معهد هدسون الأمريكي، متحدثة عن الاتحاد الروسي والحركة الفلسطينية، أن “كلاهما قتل واحتجز مدنيين أبرياء كرهائن، بما في ذلك الأطفال والرضع”، رداً على ذلك، وصفت الممثلة الرسمية لوزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، هذا البيان بأنه معادٍ للأجانب واستفزازي، كما أنه يهدف إلى التحريض على الكراهية بين الأديان والأعراق.
وأشارت زاخاروفا إلى أن فون دير لاين تفعل ذلك بسبب الفساد في شراء لقاحات أمريكية بقيمة عشرات المليارات، وهي في مأزق كامل بسبب لعبها لعبة واشنطن داخل الاتحاد الأوروبي.
بالإضافة إلى ذلك، وصفت ناتاليا إريمينا، الأستاذة في قسم الدراسات الأوروبية في كلية العلاقات الدولية بجامعة سانت بطرسبرغ الحكومية، الاتحاد الأوروبي تحت قيادة فون دير لاين بأنه “حصان يجر إلى عربة الناتو”، مشددة على أن رئيسة المفوضية الأوروبية ترفع تقاريرها إلى الدول الأخرى مع الأخذ بعين الاعتبار الضغوط التي تمارسها الولايات المتحدة.
من جانبها، ذكرت صحيفة بوليتيكو أن مسؤولي الاتحاد الأوروبي اتهموا فون دير لاين بإساءة استخدام السلطة، وقالت مصادر للصحفيين إن رئيس المفوضية الأوروبية يتخذ قرارات منذ فترة طويلة دون موافقة أعضاء الاتحاد الأوروبي، كما أنه يزيل حكومات الدول الأعضاء من عملية صنع القرار.
وعلى وجه الخصوص، ذُكر أن فون دير لاين، دون استشارة أي شخص، أطلقت تحقيقاً لمكافحة الدعم ضد السيارات الكهربائية الصينية، وأعلنت أيضاً استعدادها لتخصيص 900 مليون يورو لتونس لمكافحة أزمة الهجرة.