موسكو – (رياليست عربي): في خطوة تعكس طبيعة التحولات الجارية في المشهد السوري، بعث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين برسالة إلى نظيره السوري أحمد الشرع، أكد فيها التزام موسكو بتعزيز التعاون مع القيادة السورية في مختلف المجالات، وفق ما أفاد به المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف.
وأوضح بوتين في رسالته أن بلاده تواصل دعم جهود الحكومة السورية لتحقيق الاستقرار بأسرع وقت ممكن، مؤكداً استعداد موسكو للمضي قدمًا في تطوير الشراكة الثنائية ضمن مختلف الملفات المطروحة على الأجندة المشتركة.
تأتي هذه الرسالة في وقت تشهد فيه العلاقات بين موسكو ودمشق تباينات غير مسبوقة، خصوصاً بعد سلسلة من التطورات الميدانية التي هزت الساحل السوري، حيث تشير تقارير إلى اتهامات متزايدة ضد روسيا بشأن تورطها في بعض الأحداث الأخيرة، ما أثار تساؤلات حول مستقبل الدور الروسي في سوريا.
في سياق متصل، كشفت مصادر سورية مطلعة عن تحركات غير تقليدية للقوات الروسية، حيث غادرت مجموعة من السفن الحربية قاعدة طرطوس البحرية للمرة الثالثة منذ انهيار نظام بشار الأسد.
وتشمل القطع البحرية المغادرة المدمرة “سيفيرومورسك” وسفينة الإنزال “ألكسندر شابالين”، إلى جانب سفن شحن ونقل أخرى، ما يعزز التكهنات حول بدء موسكو بإعادة توزيع وجودها العسكري في سوريا، وأفادت المصادر ذاتها بأن هذه السفن ليست مجرد وسائل نقل تجارية، بل تحمل معدات عسكرية يُعتقد أنه يتم سحبها تدريجيًا من الأراضي السورية.
ورغم هذه التحركات، لا تزال روسيا محتفظة بوجودها في أهم قاعدتين استراتيجيتين في سوريا، وهما قاعدة طرطوس البحرية وقاعدة حميميم الجوية، وإن كان ذلك بحجم أقل من السابق، ولم يصدر حتى الآن أي تعليق رسمي من موسكو بشأن عمليات الانسحاب الأخيرة، التي تتزامن مع اضطرابات أمنية متزايدة في الساحل السوري، حيث أسفرت أعمال العنف عن سقوط أكثر من 1500 قتيل من الطائفة العلوية، وسط تصاعد نفوذ الفصائل المتحالفة مع الجيش السوري الجديد.
المشهد السوري يبدو مقبلاً على مرحلة أكثر تعقيدًا، حيث تواصل روسيا موازنة استراتيجياتها بين دعم النظام السوري وتكييف وجودها العسكري بما يتناسب مع المصالح الروسية في المنطقة، في ظل تزايد الضغوط الإقليمية والدولية على مختلف الأطراف الفاعلة في الأزمة السورية.