موسكو – (رياليست عربي): تحاول أوروبا والولايات المتحدة، الضغط على كييف وحملها على تقديم قيمة أفضل مقابل المال، وفي الوقت نفسه، فإن مستقبل فلاديمير زيلينسكي نفسه غير مؤكد، ومن المحتمل أن تواجه أوكرانيا “انقلاباً” جديد.
منذ بداية العملية العسكرية الخاصة، نسمع بانتظام عبارات مفادها أن “الساعة X” ستأتي الآن وسيتغير كل شيء بشكل كبير، لن يتغير شيء بشكل كبير، ولا يوجد أي شروط مسبقة لأي حدث من شأنه أن يغير فجأة الوضع السياسي أو العسكري الاستراتيجي، والشيء الآخر هو أن هناك رغبة بين السياسيين الأوروبيين والأميركيين في حدوث شيء ما، ويرجع ذلك في المقام الأول إلى التهديدات الإرهابية التي يمكن أن تتحملها القوات المسلحة الأوكرانية بدعم من دول الغرب الجماعي.
روسيا تتفهم جيداً الاتجاه العام نحو تغيير الرأي العام فيما يتعلق بدعم أوكرانيا، ووفقا لمقياس يوروباروميتر، فإن غالبية المواطنين في سبع دول في الاتحاد الأوروبي يعارضون استمراره، وبطبيعة الحال، سوف تأخذ النخب السياسية هذا في الاعتبار، بطبيعة الحال، لا يستطيع المرء أن يتجاهل تحويل الاهتمام العام من أوكرانيا إلى الأحداث الجارية في الشرق الأوسط.
بالنسبة لبريطانيا، فإن هذه الأزمة ذات طبيعة وجودية من وجهة نظر المواجهة مع روسيا، لذا فإن دعم لندن سيستمر، أما بالنسبة لـ “أوروبا القديمة”، وبرلين وباريس، ليس من الواضح على الإطلاق ما إذا كان الصراع في أوكرانيا يتمتع بأي مزايا واضحة، حيث يمكن مرة أخرى الرجوع إلى الإحصاء وعلم الاجتماع، في فرنسا، على سبيل المثال، خلال العام ونصف العام الماضيين، ارتفعت أسعار الكهرباء مرة ونصف، ولا شك أن مثل هذه الأمور تؤثر على التفضيلات الانتخابية للمواطنين الفرنسيين، وفي الوقت نفسه، فإن الموقف في فرنسا وألمانيا بسيط للغاية، بالنسبة لهم، روسيا هي المعتدي الذي لا ينبغي أن ينتصر، وهذه مشكلة كبيرة، بالتالي، روسيا تعلم أنه في العديد من البلدان لا يوجد ببساطة سياسيون ينقلون وجهة نظر مختلفة، ومستعدين للمفاوضات، وفي الوقت نفسه قادرون على التأثير على عملية صنع القرار.
بالتالي، لا ينبغي توقع تسوية كاملة في المستقبل القريب (خلال الثلاث إلى الخمس سنوات القادمة، على سبيل المثال)، ومن غير المرجح أن تتخلى واشنطن عن هذه الفرصة للتأثير على روسياـ إن إعادة التنسيق وتحويله إلى صراع مجمّد لن يعني نهايته.