روما – (رياليست عربي): قال رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراجي إنه سيكون على استعداد للبقاء في منصبه، شريطة أن توافق جميع القوى السياسية الرائدة في البلاد على مواصلة العمل في تحالف للوحدة الوطنية.
وقال متحدثاً في مجلس الشيوخ “إذا أردنا مواصلة العمل معاً، فإن الخيار الوحيد هو إعادة إنشاء ميثاق الائتلاف، وهذا يتطلب الشجاعة والإيثار”، ووفقاً لدراجي، هذا هو الخيار الذي يعتمد عليه الناخبون الإيطاليون.
وفي السياق، أشارت وسائل الإعلام الإيطالية إلى أنه ، على ما يبدو، لم يحب الجميع كلام رئيس الوزراء، وهكذا ، فإن أعضاء مجلس الشيوخ من حركة الخمس نجوم لم يصفقوا لرئيس الوزراء عندما أنهى خطابه.
ورد أعضاء مجلس الشيوخ اليميني بضبط النفس على كلماته، حيث يجتمع السياسيون اليمينيون البارزون الآن في اجتماع يستضيفه منزل زعيم فورت إيطاليا سيلفيو برلسكوني لمناقشة سبل المضي قدماً، كما قرر قادة حركة الخمس نجوم عقد اجتماع حزبي.
ومن المتوقع أن يتضح مصير حكومة دراجي في وقت لاحق، عندما ينتهي مجلسا البرلمان من مناقشة عمل مجلس الوزراء، وسيتضح ما إذا كان رئيس الوزراء يحظى بدعم عدد كاف من النواب.
مشاكل في التحالف
برزت قضية استمرار دراجي في منصبه بعد أن رفض تحالفه حركة الخمس نجوم في 14 يوليو/ تموز المشاركة في تصويت مجلس الشيوخ على اقتراح لتخصيص حوالي 23 مليار يورو لمساعدة المواطنين والشركات المتضررة من التضخم، في هذا الحزب ككل، لا يعترضون على مثل هذه المساعدة، لكنهم يعتبرون بعض الإجراءات المقترحة غير مقبولة.
ويتمتع دراجي، حتى بدون حركة الخمس نجوم، بدعم الأغلبية في مجلسي البرلمان الإيطالي، ومع ذلك، فقد وصل إلى السلطة في عام 2021 على رأس ائتلاف ضم جميع الأحزاب الرئيسية، ثم اتخذت إيطاليا هذه الخطوة لإنهاء الأزمة السياسية وعدم إجراء انتخابات مبكرة في خضم جائحة COVID-19.
كما تشير وسائل الإعلام الأوروبية إلى أنه، وفقاً لدراجي، إذا دخل أحد أعضاء التحالف في المعارضة، فلن يتمكن من تولي منصب رئيس الوزراء، لكن بعد كل شيء، وعد في البداية بالعمل مع جميع الأحزاب الكبرى في إيطاليا وعدم الحصول على تشارك في المواجهات السياسية رئيس الوزراء نفسه غير حزبي.
حيث يزداد الوضع تعقيداً بسبب الحقائق السياسية الإيطالية، كما تظهر استطلاعات الرأي زيادة في دعم الناخبين للأحزاب اليمينية، لذلك لا يستبعد المراقبون أن تستفيد هذه الأحزاب من سقوط حكومة دراجي وإجراء انتخابات نيابية مبكرة.
في الوقت نفسه، هناك حزبان يمينيان – “عصبة الشمال” و”إلى الأمام ، إيطاليا” – جزء من الائتلاف الحاكم، لم يقولوا إنهم لن يدعموا دراجي بعد الآن، لكنهم في الوقت نفسه لا يريدون أن تبقى حركة الخمس نجوم في التحالف، كما حذرت هذه الأحزاب من استعدادها لإجراء انتخابات نيابية مبكرة.
كما أن حركة الخمس نجوم”، التي لا تعتبر نفسها يسارية ولا يمينية، على العكس من ذلك، لا تحظى الآن بشعبية في إيطاليا، كما يعتقد بعض الخبراء أن كونتي دخل في صراع مع دراجي، على أمل جذب الانتباه واستعادة شعبيته السابقة، في الأسابيع الأخيرة، انتقد كونتي في كثير من الأحيان الحكومة الإيطالية، وبعد ذلك بدأت وسائل الإعلام في الحديث عما إذا كان دراجي سيبقى في منصب رئيس الوزراء.
الجدير بالذكر أنه في 14 يوليو/ تموز، أعلن رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراجي أنه قرر الاستقالة، لكن الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا لم يقبل استقالته.