بوغوتا – (رياليست عربي): تقترب السلطات الكولومبية من إبرام اتفاق سلام مع المتمردين المسلحين وإنهاء الحرب الأهلية المستمرة في البلاد منذ الستينيات، في الوقت نفسه، سيعتمد الكثير على المفاوضات بين الحكومة وواحدة من أكبر المجموعات، المقرر إجراؤها في 16 مايو.
إن تسوية النزاع في البلاد في غاية الأهمية لاستقرار المنطقة بأكملها، لكن ما الذي يمكن أن يتعارض مع هذه الخطط وكيف تؤثر عصابات المخدرات على الوضع في جمهورية أمريكا اللاتينية؟
آفاق المفاوضات
يمكن أخيراً، حل المواجهة الواسعة النطاق بين السلطات الكولومبية والمتمردين، والتي استمرت منذ الستينيات وأودت بحياة أكثر من 450 ألف شخص، بشكل سلمي، فقد أعلنت مجموعة إيستادو مايور سنترال (القيادة المركزية) عن استعدادها لبدء المفاوضات، هذه واحدة من أكبر الجماعات المنشقة عن جيش المتمردين التابع للقوات المسلحة الثورية الكولومبية (فارك) التي تم حلها في عام 2017، حيث أنها في عام 2019، خرقت الهدنة التي تم التوصل إليها قبل ذلك بثلاث سنوات وأعلنت العودة إلى الكفاح المسلح مع الحكومة.
وقالت المتحدثة أنجيلا إيزكويردو في يانوس ديل جاري، حيث تجمع أعضاء المجموعة بحضور زعيمهم إيفان مورديسكو: “نعلن للعالم أجمع أن ممثلينا مستعدون للجلوس على طاولة المفاوضات في 16 مايو”، في الوقت نفسه، في عام 2022، أعلنت حكومة الرئيس الكولومبي السابق تصفيته.
بالإضافة إلى ذلك، إن بوغوتا عازمة على السعي للتوصل إلى تسوية سلمية مع هذا الجزء من القوات المسلحة الثورية لكولومبيا، فقد أعلن الزعيم الحالي لكولومبيا، جوستافو بيترو، وهو من مواليد مجموعة حرب عصابات أخرى، حركة 19 أبريل، والتي أعيد تنظيمها لاحقاً في الحزب السياسي التحالف الديمقراطي إم -19، عن بدء “عملية سلام ثانية. ” كان يقصد فقط تنظيم المفاوضات مع Estado Mayor Central. وباعتبارها “بادرة حسن نية”، علق مكتب المدعي العام الكولومبي أوامر القبض على 19 من أعضاء المجموعة.
ومن المتوقع جداً يتم توقيع معاهدة سلام على المدى القصير، ولتحقيق ذلك سيكون على بوغوتا بالتأكيد تقديم بعض التنازلات، وعلى وجه الخصوص، يجوز للسلطات الكولومبية أن تعلن عفواً أو تخفيفاً للأحكام بحق أعضاء المجموعة المتمردة الذين ارتكبوا جرائم أثناء المواجهة، بالإضافة إلى ذلك، قد يُسمح لهم بالمشاركة في الأنشطة السياسية من خلال تشكيل حزب خاص بهم، فضلاً عن منحهم ضمانات لسلامة وأمن المقاتلين السابقين وأسرهم.
مع الإشارة إلى أن أي تنازلات تقدمها القيادة الكولومبية من المرجح أن يتم التفاوض بشأنها وقد تعتمد على المناخ السياسي والرأي العام في كولومبيا.