طرابلس – (رياليست عربي): مع ختام مؤتمر برلين الثاني والمتعلق بالأزمة الليبية وهو ثاني مؤتمر تستضيفه العاصمة الألمانية بخصوص ليبيا، بعد المؤتمر الأول الذي عقد 19 يناير/كانون الثاني 2020، لم تختلف النتائج عن التوقعات المسبقة لهذا المؤتمر.
وبحسب مراقبون للشأن الليبي، فإن المجتمعين ببرلين انحصر نقاشهم على ضمان إجراء الانتخابات، في ديسمبر/كانون الأول المقبل، وانسحاب القوات الأجنبية والمرتزقة، مبينين أن هذه النقطة هي العقبة التي ساهمت بفشل كثير من المبادرات بخصوص ليبيا، مرجعين السبب لعدم جدية القوى الفاعلة لإنهاء هذا الملف.
وأشار المراقبون في تصريحات لوكالة “رياليست“، بأن ما يزيد من صعوبة حلحلة ملف القوات الأجنبية والمرتزقة، يعود إلى تعنت الموقف التركي المدعوم من الولايات المتحدة لتعزيز تواجدها العسكري بليبيا، كما أن الموفد الدولي الخاص إلى ليبيا، يان كوبيش، أكد في تصريحات له بأن عملية سحب القوات الأجنبية وتوحيد المؤسسات تشهد جموداً، رغم الهدنة الرسمية القائمة، منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بين طرفي النزاع.
ووفق المعطيات الحالية يبدو أنه، لن يكون هناك جديد يُمكن أن يحدث في هذا المؤتمر، إلا بيانات جديدة بنفس العبارات السابقة، تتمحور حول الدعوة للتهدئة، وأن لا حل عسكري للمشكلة الليبية، والمطالبة بضرورة أن تتم الانتخابات في وقتها، وهو ما حدث بالفعل، خصوصاً ما أشار إليه وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، حين قال في مؤتمر صحفي في ختام المؤتمر بأنه “يعتقد أن هناك تفاهماً بين تركيا وروسيا على سحب تدريجي للقوات من ليبيا للحفاظ على التوازن، وإنه لن يحدث بين عشية وضحاها”.
كما أن أغلب تصريحات المسؤولين في الدول ذات العلاقة بالأزمة الليبية، تصب في اتجاه عدم القدرة، وربما عدم الرغبة، في استصدار قرارات ملزمة للمتدخلين في الشأن الليبي، برفع أياديهم عن ليبيا، وهذا ما أشارت إليه تصريحات وزير الخارجية الألماني، هايكو ماس قبل انعقاد المؤتمر، والتي أوضح فيها بأن الأطراف الذين تعهدوا خلال اجتماع برلين الأول بسحب قواتهم لم يوفوا بوعودهم، وهذه إشارة مهمة تصب في خانة فشل المؤتمر، وستعود بعدها الأزمة الليبية للجمود، وحالة من عدم الحرب وكذلك عدم الوصول إلى حل سلمي دائم.
وفي نفس السياق أشارت المحللة السياسية الإيطالية والخبيرة بالشأن الليبي التابعة لمجموعة الأزمات الدولية ( (ICGكلاوديا غاتزيني، إلى أن الفرق بين المؤتمر الوزاري حول ليبيا “برلين 2″ المقرر عقده الأربعاء و”برلين 1” الذي عقد في يناير/كانون الثاني 2020 هو عدم وجود “خطة تنفيذية”.
وأوضحت غاتزيني في تصريحات لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء، أن لقاء برلين العام الماضي كان مفيداً للغاية، على الرغم من أنه لم يأتِ على الفور، مبينة أنه أدى إلى اتفاق على تنفيذ عملي لصيغ المفاوضات، وتم اعتماده بقرار من مجلس الأمن، وبالتالي إضفاء الطابع الرسمي والاعتراف الدولي بمقترح الوساطة للأمم المتحدة، وبالتناسق مع المسارات الثلاثة، سواء مع الحوار السياسي، أو العسكري عبر (5+5) وكذلك الاقتصادي.
ولفتت غاتزيني إلى إنه يجب أن تكون الولايات المتحدة على استعداد لطرح شيء ما على الطاولة، غير أنها استبعدت ذلك في الوقت الحالي، متوقعة خروج بيان ختامي من برلين 2 يتم فيه “للأسف” التأكيد على أشياء كثيرة جداً، حيث سيتم الحديث عن كل شيء، دون تحقيق أي شيء ملموس للغاية.
وأستدركت غاتزيني، بقولها “لكن الاجتماع يبقى مجهود مفيد في أي حال من الأحوال”، مضيفة لأنه “في الأشهر الثلاثة الماضية، منذ تشكيل حكومة الوحدة الوطنية، يبدو أن وساطة الأمم المتحدة قد تباطأت قليلاً”.