طهران – (رياليست عربي): ساد صمت غامض العاصمة الإيرانية طهران بعد سلسلة انفجارات مدوية هزت شرق المدينة، في حادث يثير تساؤلات عديدة حول هوية من يقف وراءه وأهدافه، مصادر محلية أفادت بسماع دوي انفجارات قوية في منطقة “دربند” الجبلية شرق العاصمة، تلاها انتشار أمني مكثف وإغلاق طرق رئيسية، بينما لم تعلن أي جهة رسمية عن طبيعة هذه الانفجارات أو عدد الضحايا، مما فتح الباب أمام تكهنات عديدة.
مصادر أمنية غير رسمية رجحت أن تكون الانفجارات ناجمة عن ضربات جوية، في توقيت بالغ الحساسية مع تصاعد التوترات الإقليمية، مراقبون يشيرون إلى أن طبيعة المنطقة المستهدفة – المعروفة بوجود منشآت عسكرية وبحثية – قد تكشف عن طبيعة الأهداف، بينما تداول ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تظهر أعمدة دخان كثيفة تتصاعد من موقع الانفجار، مع تحليق مكثف لطائرات غير محددة الهوية.
هذا الحادث يأتي في خضم تصاعد غير مسبوق للتوتر بين إسرائيل وإيران، بعد أيام فقط من هجوم إيراني على أهداف إسرائيلية. محللون عسكريون يرون أن التوقيت والمكان قد يشيران إلى عملية إسرائيلية انتقامية، في إطار ما يعرف بحرب “الضربات المتبادلة” بين البلدين، بينما لم يصدر أي تعليق رسمي من الحكومة الإيرانية أو الحرس الثوري حتى الآن، في صمت يزيد من غموض الموقف.
خبراء الشؤون الإيرانية يلفتون إلى أن طريقة التعامل مع الحادث تكشف عن إستراتيجية جديدة من طهران، تختلف عن ردود الفعل السريعة التي اعتادت عليها في حوادث مماثلة سابقة، البعض يفسر هذا الصمت بأنه مؤشر على تقييم دقيق للموقف قبل الإعلان عن أي رد فعل، بينما يرى آخرون أنه قد يعكس خلافات داخلية حول كيفية الرد.
على الصعيد الدولي، بدأت العواصم الكبرى تتابع الموقف بتوجس، خاصة مع اقتراب موعد جلسة مجلس الأمن الدولي المقررة لمناقشة التصعيد الإقليمي. مصادر دبلوماسية غربية أشارت إلى أن واشنطن تتابع الموقف عن كثب، مع تأكيدها على ضرورة تجنب أي تصعيد قد يؤدي إلى حرب إقليمية شاملة.
المشهد في طهران اليوم يذكر بانفجارات مماثلة استهدفت في السابق منشآت نووية وعسكرية، مما يطرح أسئلة كبيرة حول قدرة إيران على حماية منشآتها الحيوية، وإمكانية تغير المعادلات الأمنية في المنطقة. مع استمرار الصمت الرسمي، يبقى السؤال الأكبر: هل نشهد بداية مرحلة جديدة من المواجهة المباشرة بين إسرائيل وإيران؟ وما هي تداعيات ذلك على الاستقرار في الشرق الأوسط والعالم؟