جدة – (رياليست عربي): يلتئم شمل قادة المنطقة العربية الجمعة المقبلة، في مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية، للمشاركة في قمة عربية تشهد تحول استثنائي حيث من المنتظر أن يشارك فيها الرئيس السوري بشار الأسد، بعد عقد ونيف من غياب سوريا عن مقعدها فى جامعة الدول العربية.
القمة العربية في دورتها الـ 32 تنعقد وسط تغيرات إقليمية بارزة، بينها ترأس الرئيس السوري بشار الأسد لوفد بلاده وإلقاء كلمة يترقبها الجميع بعد عودته وسط قادة الإقليم، المتغير الآخر هو تطبيع العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران بوساطة صينية، والمتغير الثالث الذي يشغل معامل السياسية بالمنطقة أزمة السودان عقب الاشتباكات المسلحة التي دخلت شهرها الثاني بين الجيش وقوات الدعم السريع.
وسبق لقاء القادة اجتماع تحضيري لمجلس وزراء الخارجية العرب للإعداد للقمة التي تتميز أيضا بغياب الفاعل الأميركي عنها على غير العادة.
وقال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، الذي تسلمت بلاده رئاسة القمة: إن المنطقة على مفترق طرق وتواجه مجموعة من التحديات، ودعا إلى التعاون بين الدول العربية لتحقيق الأمن والاستقرار والازدهار الاقتصادي.
كما رحب الوزير السعودي، بعودة سوريا وكذلك الأمين العام للجامعة أحمد أبو الغيط وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف.
رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني معلق القمة المرتقبة بقوله: “بعودة سوريا لمقعدها في الجامعة العربية تكون الصورة التي مزقتها الفرقة بين إخوة الماضي التأمت، وتمثل إيذان بعبور المنطقة من عاصفة التفرق التي أثرت لأعوام في العلاقات بين الأشقاء”.
واعتبر أن الاستقرار العربي يعتمد على وحدة الرؤى ويتطلب تنمية العلاقات الاقتصادية بين الدول العربية أكثر من أي وقت مضى، ولا مكان للفرقة السياسية التي عطلت هذا التعاون لسنوات وسمحت بأن تتصرف الدول المعزولة خارج إطار الجمع العربي.
عمليا حتى لا تنتهي القمة الـ 32 للعرب، إلى لقاء مناسباتي ينتهي ببيان يحفظ ضمن أرشيف الجامعة العربية، لابد من إجراء نقاشات جادة وحاسمة حول مستقبل منطقة باتت على حافة الهوية سواء بالنزاعات المسلحة أو الأزمات الاقتصادية.
خلال العقود الماضية اعتبر المراقبون أن التبعية الدائمة والتنازل الطوعي دون شروط أمام رغبات الإدارات الأميركية المتعاقبة، ألحق بالغ الضرر بالجسد العربي، وربما تكون تلك القمة فرصة مناسبة لتنوع العلاقات الدبلوماسية والميل شرقا في ظل تطور العلاقات الملحوظ بين العواصم العربية وموسكو وبكين، ومع تسلم زمام السلطة قادة جدد يملكون من الإرادة القدرة الكافية لإخراج بيان ختامي غير مختوم في البيت الأبيض.