موسكو – (رياليست عربي): في تطور لافت، أعرب عدد من أعضاء مجلس الدوما الروسي عن قناعتهم بإمكانية عقد قمة ثنائية بين روسيا والاتحاد الأوروبي خلال الفترة المقبلة، رغم حالة التوتر الشديد التي تسود العلاقات بين الجانبين منذ سنوات. جاءت هذه التصريحات خلال جلسة استماع موسعة عقدتها لجنة الشؤون الدولية في المجلس لبحث سبل إحياء الحوار الاستراتيجي مع الجانب الأوروبي.
وأوضح النواب أن مثل هذه القمة – إذا ما عقدت – يمكن أن تشكل منعطفاً مهماً في العلاقات الثنائية، حيث ستوفر منصة للحوار المباشر حول جملة من الملفات العالقة التي تشمل القضايا الأمنية في أوروبا، والتعاون في مجال الطاقة، والتبادل التجاري، بالإضافة إلى الملفات الإقليمية الساخنة مثل الأزمة الأوكرانية. وشدد المتحدثون على أن أي حوار مستقبلي يجب أن يقوم على مبدأ المصالح المتبادلة والاحترام المتكافئ، بعيداً عن لغة التهديدات والمواقف الأحادية.
من جانبهم، أشار الخبراء المشاركون في الجلسة إلى أن عقد قمة بهذا المستوى يتطلب تهيئة بيئة مناسبة مسبقاً عبر قنوات دبلوماسية ثانوية، مع ضرورة التخفيف من حدة الخطاب الإعلامي من الجانبين، والبدء بالتركيز على نقاط الالتقاء التي يمكن البناء عليها، مثل التعاون في مجالات مكافحة الإرهاب، والتهريب الدولي، والتغير المناخي. كما نبهوا إلى أن مثل هذا اللقاء سيواجه عقبات كبيرة في ظل الاستقطاب الحاد الذي تشهده الساحة السياسية الأوروبية تجاه الملف الروسي.
وفي إطار النقاش، تطرق المشاركون إلى التحديات الرئيسية التي تعترض إحياء الحوار الروسي-الأوروبي، وفي مقدمتها العقوبات الاقتصادية المتبادلة، والخلاف حول مستقبل العلاقات الأمنية في القارة الأوروبية، بالإضافة إلى المواقف المتعارضة إزاء العديد من الملفات الدولية. ورغم هذه التحديات، أبدى عدد من النواب تفاؤلاً حذراً بإمكانية تحقيق تقدم على المسار الدبلوماسي، مستندين في ذلك إلى المصالح الاقتصادية المشتركة التي تربط الطرفين، خاصة في قطاعات الطاقة والصناعة والتجارة.