باريس – (رياليست عربي): بعد 3 أشهر، سيتحدد وجه الرئيس الفرنسي الجديد، ورغم أن موعد الانتخابات يبدو بعيداً، يعيش الفرنسيون حرارة المنافسة بين المرشحين، إذ تظهر استطلاعات الرأي أن المنافسة ستكون محصورة بين إيمانويل ماكرون ومرشحي اليمين، طبقاً لقناة “سكاي نيوز عربية“.
ويحاول الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، حصد نتائج كبيرة على الصعيدين الداخلي والخارجي، يعتمد عليها لضمان مستقبله السياسي والنجاح في ولاية ثانية لإدارة البلاد، إن كان عبر عودة انخراطه في ملفات الشرق الأوسط، وتحديداً سوريا، أو في أفريقيا، ولم تُمحَ بعد أزمة الغواصات التي تمّ إلغاؤها العام الماضي (2021) مع أستراليا، والتي اتخذت فيها باريس موقفاً حازماً، رفع من أسهمها داخلياً، وبالطبع في مفاوضات فيينا، فضلاً عن إدارة أزمة “كورونا” التي ربما ستكون هي الفيصل فيما يتعلق بالوضع الداخلي للبلاد، لكن يبقى ذلك مرهوناً بطبيعة الأوضاع لأن الطريق لا تزال طويلة.
لا يبدو أن الفرنسيين محكومون بمواجهة عقيمة بين ماكرون ومارين لوبان بحسب ما كررته وسائل الإعلام مراراً. إذ بمجرد أن دخلت اللعبة فاليري بيكريس مرشحة حزب “الجمهوريون”، كأول امرأة تمثل اليمين في انتخابات رئاسية في فرنسا، قلبت أرقام استطلاعات الرأي.
وفي آخر دراسة نشرها مكتب الدراسات والبحوث “إيلاب”، حصل ماكرون على 3 نقاط إضافية من نوايا التصويت لترتفع النسبة إلى 26 بالمئة، مما أدى إلى توسيع الفجوة مع مرشحة بيكريس التي تحتل المرتبة الثانية بـ17 بالمئة، متجاوزة بنقطة واحدة فقط منافسة “الجبهة الوطنية الفرنسية” مارين لوبان. فيما نزل اليميني القومي إريك زيمور إلى نسبة 13بالمئة.
وفي حين أن أغلبية كبيرة جداً من مؤيدي اليسار يريدون ترشيحاً واحداً من اليسار، حصل زعيم حزب “فرنسا غير الخاضعة”، جان لوك ميلينشون، على ثلاث نقاط إضافية في استطلاع الرأي الأخير بالمقارنة مع سابقه وارتفع إلى نسبة 11 بالمئة من نوايا التصويت متقدماً بفارق كبير على عالم البيئة يانيك جادوت (5 بالمئة) والاشتراكية آن هيدالغو (3 بالمئة).
ويرجح هذا الاستطلاع، بالنظر إلى النتائج التي تم قياسها وهوامش الخطأ أن المنافسة ستكون ضيقة بين ماكرون وبيكريس أو ماكرون ولوبن.
إلا أن اللافت هو أن اليمين المتطرف يشكل أغلبية داخل اليمين في فرنسا ولأول مرة منذ العام 1945، إلا أن الشعب الفرنسي لا تقلقه الملفات الأخرى كالهجرة أو انعدام الأمن أو الإسلاماوية الفرنسيين بشدة، بقدر ما يشغلهم مشكل ارتفاع فواتير الغاز وانتشار وباء كورونا.