القاهرة – (رياليست عربي): أنهى ولي عهد الأردن، الأمير الحسين بن عبد الله الثاني، زيارة رسمية للعاصمة المصرية (القاهرة) يوم الخميس الماضي، شهدت مراسم استقبال رسمية من قبل الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، وجولة في مناطق عسكرية، علاوة على لقاء مع شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، وقداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية.
وحرص ولي عهد الأردن، الأمير الحسين نجل عاهل الأردن الملك عبدالله الثاني، على توجيه رسالة شكر للرئيس المصري على حفاوة الاستقبال التي لمسها خلال زيارة العمل الرسمية التي قام بها للقاهرة.
وأظهرت مراسم الاستقبال التي نظمت لولي عهد الأردن، مدى حرص القاهرة على بعث رسائل إقليمية تؤكد على تمسكها بالتحالف الراسخ مع الأردن، والتحالف الثنائي الذي يشهد انسجامًا ملحوظًا بين السيسي والعاهل الأردني، منذ وصول الأول إلى السلطة.
زيارة ولي العهد الأردني للقاهرة، جاءت بعد محاولة الانقلاب التي شهدتها المملكة، بهدف الإطاحة بعاهل البلاد، على يد شقيقه الأمير حمزة، بمساعدة عدد من معاونيه، وتحدثت تقارير استخباراتية أمريكية عن تورط عواصم عربية في تدبير المحاولة، لمعاقبة العاهل الأردني على موقف المعرقل لصفقة القرن، التي تبنى الترويج لها جاريد كوشنر صهر الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، ومستشاره الشخصي، ومثل العاهل الأردني حجر عثرة في طريق تنفيذ بعض الاتفاقات المتعلقة بالوصايا الهاشمية على المقدسات في فلسطين.
ومنذ اللحظات الأولى للإعلان عن اعتقال شقيق الملك ومعاونيه المتورطين في هذه المحاولة، حضر الرئيس المصري في صورة التنديد باتصال رسمي للاطمئنان على الأوضاع، وإصدار بيان من وزارة الخارجية في القاهرة للتأكيد على ضرورة استقرار الأردن.
مراسم استقبال ولي العهد الأردني في القاهرة، التي اتسمت بالحفاوة، لم تكن بعيدة عن انقلاب حمزة، حيث أراد السيسي استغلالها في بعث رسائل إقليمية مفادها عدم تهاون القاهرة في أي مخططات تستهدف عمان، خاصة أن الفترة الماضية شهدت تشكيل محور متناغم إقليمياً بين مصر والأردن وربما يكون المفاجأة في طرفه الثالث قطر، بالرغم من الخلافات مع الدوحة حول دعم جماعة الإخوان المسلمين (المصنفة إرهابية في روسيا) لكن وصول الرئيس الديمقراطي جو بايدن، للبيت الأبيض في يناير/ كانون الثاني الماضي، غير قواعد اللعبة في الشرق الأوسط، خصوصاً أن الديمقراطيين يفضلون التعاون مع قطر في تنسيق بعض الملفات وظهر ذلك جلياً في عهد الرئيس الديمقراطي الأسبق باراك أوباما.
وبطبيعة الحال تمتلك الأردن ومصر ملفات عدة في المنطقة، صحيح أنهما تم تغييبهما عن عمد خلال السنوات الماضية، لكن العودة القوية للقاهرة خارجياً وما تملكه في نفوذ في القضية الفلسطينية وأزمات ليبيا والسودان، جعلها شريكاً قديماً مفروضاً على طاولة الإدارة الأمريكية التي فضلت التعاون مع ثلاثي مجرب يجيد المناورة البرغماتية بعيداً عن النزاعات المذهبية التي تتحكم في أهواء سياسات قوى عربية أخرى وميل بعضهم للتعاون مع الجمهوريين.
خاص وكالة رياليست.