موسكو – (رياليست عربي): تسببت عملية حرق المصحف الشريف، التي جرت في اليوم السابق في ستوكهولم بإذن من الشرطة السويدية، في رد فعل خطير في جميع أنحاء العالم، الدول الإسلامية لا تخفي سخطها وتركيا تلمح إلى أن الحادث قد يمنع السويد من الانضمام إلى الناتو.
وقعت العملية الفاضحة يوم الأربعاء، الذي صادف أول أيام عيد الأضحى المبارك، واستغرقت نصف ساعة، خلال هذا الوقت، قام منظمها، المهاجر العراقي البالغ من العمر 37 عاماً، سالفان موميكا، بتمزيق صفحات من الكتاب المقدس للمسلمين وإضرام النار فيه، وسط ستوكهولم مقابل أحد مساجد المدينة.
شاهد حوالي 200 شخص الحدث، حاول أحدهم إلقاء حجر على موميكا، لكن الشرطة منعته، وقبل الشروع في عمله، قال موميكا من خلال مترجم: “سنحرق القرآن، سنقول استيقظي يا سويد، هذه ديمقراطية، إنه أمر خطير إذا قالوا إننا غير مسموح لنا بفعل ذلك، ووفقاً للشرطة السويدية، يشتبه في أن موميك يحرض على الكراهية الدينية، وكذلك انتهاك حظر النار.
وليست هذه هي المرة الأولى التي يُثار فيها موضوع حرق القرآن في المجتمع السويدي، في عام 2022، حاول زعيم حزب هارد كورس اليميني المتطرف، راسموس بالودان، القيام بمثل هذا الإجراء في نورشوبينغ، لكن الشرطة منعته، ثم ذهب السياسي إلى المحكمة وفاز: قضت محكمة الاستئناف بأن قانون النظام العام لا يمنح الشرطة سلطة إلغاء الاجتماعات لمجرد وجود احتمال للاضطرابات إذا تم اتخاذ الإجراء.
وفي 21 يناير 2023 أحرق بالودان المصحف أمام السفارة التركية في ستوكهولم، أدى ذلك إلى فضيحة صاخبة بين الدول.
أيضاً، أوائل فبراير، توجه منظمو حدثين مشابهين، كان من المقرر عقدهما بالقرب من البعثات الدبلوماسية لتركيا والعراق، إلى الشرطة، بناء على توصية من شرطة الأمن السويدية، رفضت إدارة الشرطة المنظمين، لكن المحكمة انحازت معهم مرة أخرى، لذلك، لم يكن أمام ضباط إنفاذ القانون خيار سوى السماح لموميك بتنفيذ خطته، صحيح أن محضر الشرطة يشير إلى أنهم لم يعطوا “إذناً مباشراً بحرق” القرآن الكريم للمسلمين، لكنهم قالوا إن ذلك كان “استعراضاً للقرآن”.
رد فعل العالم الإسلامي
استدعت الحكومة المغربية سفيرها في ستوكهولم احتجاجاً على حرق المصحف الشريف في العاصمة السويدية، وقالت وزارة الخارجية في بيان “وفقاً لأعلى أوامر الملك، تم استدعاء القائم بالأعمال السويدي إلى الرباط، كما تم استدعاء السفير في ستوكهولم للتشاور”.
وأدانت المملكة العربية السعودية هذا العمل، وقالت وزارة الخارجية السعودية في بيان “لا يمكن أن يكون هناك أي مبرر لهذه الأفعال، فهي تهدف بوضوح إلى التحريض على الكراهية والعداوة، كما أنها مظهر من مظاهر العنصرية”، وجاء رد فعل مماثل من قبل الحكومة العراقية ووزارتي خارجية مصر والأردن، اللتين وصفتا الإجراء بأنه مظهر من مظاهر الإسلاموفوبيا، وشددت الخارجية الأردنية على أن حرق الكتاب المقدس لا ينبغي أن يتساوى مع الحق في حرية التعبير.
وتعتبر إيران الإذن الذي أصدرته السويد بحرق القرآن بمثابة دعم للتطرف وكراهية الإسلام. “إن تكرار تدنيس الكتاب المقدس لمليار ونصف من المسلمين هو مثال واضح على انتشار الكراهية والدعاية للعنف ضد جميع المسلمين، ومثل هذه الأعمال لا علاقة لها بحرية التعبير والرأي”.
من جانبه، قال نائب رئيس الجمهورية، جودت يلماز، إن السلطات التركية تتوقع تحركاً فورياً من السويد لتقديم المتورطين في العملية إلى العدالة، وقال يلماز إن “هذا العمل الاستفزازي موجه ضد مئات الملايين من المسلمين، فهو يحتوي على عناصر جريمة بدافع الكراهية والعنصرية”.
بالتالي، من المؤكد حتى وإن كانت تركيا ترزح تحت وطأة تداعيات وأزمة اقتصادية كبيرة، لكن فيما يبدو أن العالمين العربي والإسلامي لن يسمحوا لأحد أن يمسد عقيدتهم، فكلما اقتربت السويد من حلم عضوية الناتو، أبعدت تصرفات متطرفيها هذا الأمر لوقت طويل، ليكون من المستبعد السماح لها بالانضمام كرد فعل مباشر على سماحها بمس مشاعر أكثر من ملياري مسلم حول العالم.