القاهرة – (رياليست عربي): ينعقد الاجتماع الدوري لوزراء الخارجية العرب في دورته الـ 158، بمقر جامعة الدول العربية بالعاصمة المصرية «القاهرة» بهدف مناقشة مجمل القضايا الإقليمية في وقت يشهد فيه العالم أزمات طاحنة طالت تداعياتها منطقة الشرق الأوسط، ووضعت عواصمه في معادلة تجاذبات محاور وسط عالم جديد يتشكل على جميع الأصعدة السياسية والاقتصادية والعسكرية.
وعقد المندوبون الدائمون بالجامعة العربية على مدار يومي 4-5 سبتمبر/ أيلول، عدة اجتماعات منها اجتماع تشاوري مغلق لوزراء الخارجية العرب قبيل الجلسة الافتتاحية؛ وكذلك عقد اجتماع للجنة الوزارية العربية المعنية بالتحرك لوقف الإجراءات الإسرائيلية في مدينة القدس المحتلة برئاسة الأردن وعضوية كل من (مصر، السعودية، الجزائر، فلسطين، قطر، المغرب، تونس، الإمارات، والأمين العام لجامعة الدول العربية).
ويتضمن مشروع جدول أعمال الدورة الـ 158 ثمانية بنود رئيسية تتناول مختلف قضايا العمل العربي المشترك السياسية والأمنية والقانونية والاجتماعية والمالية والإدارية، ويتصدر مشروع جدول الأعمال تقرير الأمين العام للجامعة العربية، عن نشاط الأمانة العامة وإجراءات تنفيذ قرارات المجلس بين دورتي الانعقاد، والتقرير نصف السنوي لهيئة متابعة تنفيذ القرارات والالتزامات.
ويشمل مشروع جدول الأعمال بنداً حول القضية الفلسطينية والصراع العربي – الإسرائيلي، ويتضمن عدداً من الموضوعات المتعلقة بالتطورات السياسية للقضية الفلسطينية، ودعم موازنة دولة فلسطين وتقرير حول الأمن المائي العربي وسرقة إسرائيل للمياه في الأراضي العربية المحتلة، والجولان العربي السوري المحتل.
كما تضمن جدول أعمال الاجتماع بنداً حول الشؤون العربية والأمن القومي، وعدداً من الموضوعات حول التضامن مع لبنان، وتطورات الوضع في سوريا وليبيا واليمن، واحتلال إيران للجزر العربية الثلاث في الخليج العربي، وأمن الملاحة وإمدادات الطاقة في منطقة الخليج العربي، واتخاذ موقف عربي موحد إزاء انتهاك القوات التركية للسيادة العراقية، والتدخلات التركية في الشؤون الداخلية للدول العربية، ودعم السلام والتنموية في السودان والصومال والقمر المتحدة، والحل السلمي للنزاع الحدودي الجيبوتي – الإريتري، ومشروع قرار بشأن إعلان لجنة الأمم المتحدة بإيفاء العراق للدفعة الأخيرة من التزاماته المالية للجنة الأمم المتحدة للتعويضات، إضافة إلى قضايا أخرى.
وأكد السفير حسن هريدي مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، أن اجتماع وزراء الخارجية العرب يستمد أهميته كونه يأتي قبيل انعقاد القمة العربية المرتقبة في الجزائر، كذلك الظرف الحرج الذي يمر به العالم على خلفية العملية العسكرية الروسية لحماية «دونباس».
وكانت شكلت جامعة الدول العربية مجموعة اتصال لمتابعة تداعيات الحرب في أوكرانيا والمساهمة في حلحلة الصراع المحتدم هناك، وأعرب مجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين، في نهاية فبراير/ شباط الماضي، عن القلق إزاء تطورات الأحداث الجارية في أوكرانيا، وتأييد جميع الجهود الرامية لحل الأزمة من خلال الحوار والدبلوماسية، بما يحفظ أمن وسلامة الشعوب في هذه المنطقة الهامة من العالم.
وتمارس الولايات المتحدة الأميركية ضغوطاً على الدول العربية، لدفعها لاتخاذ سياسية عدائية ضد روسيا، وتميز الموقف العربي الرسمي خلال الشهور الماضية بالتزام الحيادي تبنت عواصم الشرق الأوسط خطاب ودي تجاه موسكو وتمسكت بالعلاقات المستقرة مع موسكو، ومن المتوقع وفق مراقبون إعادة تأكيد وزراء الخارجية العرب على هذا الموقف لتفويت الفرصة على مساعي واشنطن الهادفة لدفع الدول العربية للتخلي عن علاقاتها المتينة مع الجمهورية الروسية.