لندن – (رياليست عربي): يظهر تيار جديد في بريطانيا بات يحذر من التقارب الروسي ـ الإيراني على خلفية تشديد العقوبات على موسكو، حيث تقوم الأخيرة بالاستفادة من تجربة طهران التي بات لديها باع طويل في الالتفاف على العقوبات المفروضة بحقها من قبل الغرب.
في هذا السياق تحدثت الصحف البريطانية عن توجه رجال الأعمال الروس إلى إيران للتعلم من خبرة هذا البلد في مواجهة العقوبات التي فرضتها أمريكا والدول الأخرى عليها بسبب نشاطاتها النووية.
التقارير الصحفية البريطانية باتت تتحدث عن تزايد أعداد رجال الأعمال الذين يتوجهون إلى طهران، وذلك بعد أن كانت غالبية السياح من المواطنين العاديين لبلدان أخرى الذين يرغبون في التعرف على الثقافات الشرقية.
وتسوق الصحف البريطانية معلومات وصفتها بالموثوقة بأن 160 روسيا معظمهم من رجال الأعمال زاروا طهران، وبحسب التقارير فإن هؤلاء كانوا يزورون إيران لبيع منتجاتهم وينظرون بدونية للبضائع الإيرانية. والآن وما يثير الانتباه هو أنهم يريدون شراء المنتجات الإيرانية .
فيما يرى مراقبون من العاصمة البريطانية لندن بأن إيران باتت تتمتع بخبرة واسعة في الالتفاف على العقوبات لا سيام بعد تعرضها للحصار لسنوات طويلة، وأضاف هؤلاء: إن لدى طهران خبرة في إدارة الأزمات والالتفاف على العقوبات الاقتصادية وباتوا يعلمون ذلك لحلفائهم أيضاً في سورية، والآن بات الروس على القائمة وفق قولهم.
في سياق متصل تتحدث بعض التقارير الإعلامية عن توفر البضائع بمختلف أنواعها في إيران رغم تعرض هذا البلد للحصار، والذي اشتد بعد تخلي الرئيس السابق دونالد ترامب عن الاتفاقية النووية عام 2015.
إذ تتحدث تلك التقارير عن توفر السلع الغربية بمختلف ماركاتها بدءاً من هواتف آبل الأمريكية إلى منتجات فيليبس وغيرها وسط الحديث عن تحول كل من تركيا وشمال العراق إلى منطقتي عبور للبضائع التي يتحايل فيها المهربون على العقوبات الأمريكية.
فيما يرى محللون بريطانيون بأن إيران انتفعت كثيرا من الحرب الأوكرانية، حيث ولد ارتفاع أسعار النفط دخلاً قوياً للاقتصاد الذي بات يعتمد على مبيعات النفط للصين والصادرات غير النفطية لجيرانها.
يُذكر بأن كلاً من روسيا وإيران كانا قد اتفقا على استخدام الروبية والروبل في التبادل التجاري، وذلك حسبما قال وزير النفط جواد أوجي، في وقت سابق بشكل يظهر المشاكل التي تواجه البلدين في الحصول على الدولار، فيما حذر المحللون من أصحاب الرؤية الإصلاحية أن الأوضاع الاقتصادية المتشابهة بين البلدين تعني أن المنافع ستكون محدودة. يضاف إلى هذا التباين بين الاقتصادين، فالروسي هو أكبر بكثير من اقتصاد إيران والدخل المحلي العام لإيران يتقزم أمام الدخل الروسي المحلي، حسب أرقام البنك الدولي وفق رأيهم.
