باتت منطقة مناجم الذهب في تشاد، قطاع يغيب عنه القانون ولا يمكن السيطرة عليه، لتصبح في مهب النهب والصراع عليها من عدة أطراف، ومجازر بين مستهدفين للحصول على “الذهب” من تلك المناجم في ليالي تكون غارقة في الدماء من كثرة جثث القتلى.
ويتضح ذلك في مشهد قريب، عندما شهدت تلك المنطقة مؤخراً اشتباكات تسببت في مقتل 100 شخص من الباحثين بشكل غير قانوني عن هذا المعدن الثمين، قطاعاً يغيب عنه القانون ولا يمكن السيطرة عليه من جانب العاصمة التشادية “انجمينا”.
عوامل كثيرة تشجع على ذلك وتأتي بعمليات نهب وصراعات ومجازر، منها سهولة اختراق الحدود مع ليبيا التي يعد جنوبها أيضا قاعدة خلفية لعدد من المجموعات التشادية المتمردة المعادية للنظام منذ عقود، مع انتشار الأسلحة النارية التي يستخدمها المنقبون عن الذهب القادمون من جميع أنحاء البلاد وكذلك من السودان وليبيا وموريتانيا والموجودون بالآلاف في منطقة “كوري بوجودي” أي “الكثبان الرملية القديمة” بلغة التبو.
تقع تلك المناجم في تلال معروف طريقها بأنفاق هشة وتبعد أكثر من ألف كيلومتر عن العاصمة شمالا، وسط وجود محدود للجيش، وصراع بين منقبون ومليشيات محسوبة على المعارضة وأيضاً متمردون، وتمتد الكثبان الرملية التي تجتاحها الرياح على مد البصر بينما يعيش المنقبون في ملاجئ مؤقتة ويشكل الحصول على مياه الشرب تحدياً كبيراً لهم، حيث تقع أقرب نقطة مياه تقع على بعد 200 كم، في حين يشكل المناخ الجاف والحار خلال النهار بيئة شاقة هناك.
و”تيبستي” تاريخياً منطقة متمردة وكانت مهد عدد من حركات التمرد الكبرى منذ استقلال تشاد عن فرنسا في 1960، ومنذ اكتشاف الذهب فيها في 2012، أثارت مناجم هذه المنطقة اهتمام التجار وآلاف المنقبين والجنود التشاديين ومجموعات مسلحة تشادية وسودانية بحثاً عن المعدن النفيس لتمويل تسلحها خصوصاً.