القاهرة – (رياليست عربي): كشف رئيس الوزراء المصري عن مشروع ضخم لإنشاء مدينة جديدة في الصحراء، في إطار الجهود الحكومية لمواجهة التحديات السكانية وتوفير حلول إسكانية مبتكرة.
ويأتي هذا الإعلان ضمن سلسلة المشاريع العمرانية الكبرى التي تنفذها الدولة المصرية لاستيعاب الزيادة السكانية المتوقعة وتخفيف الضغط عن المدن الرئيسية المكتظة، وخاصة القاهرة الكبرى التي تعد من أكثر المناطق الحضرية ازدحاماً في العالم.
المدينة الجديدة المزمع إنشاؤها ستقام في منطقة صحراوية وتصمم وفق أحدث المعايير العالمية للمدن الذكية والمستدامة، وتشمل الخطط توفير كافة المرافق والخدمات الأساسية من طرق ومواصلات ومستشفيات ومدارس ومراكز تجارية ومناطق صناعية، بهدف خلق بيئة حضرية متكاملة وجاذبة للسكان، ومن المتوقع أن تساهم هذه المدينة في استيعاب مئات الآلاف من المواطنين، وتوفير فرص عمل جديدة في مختلف القطاعات، مع التركيز على جذب الاستثمارات المحلية والأجنبية.
هذا المشروع العملاق يواجه عدة تحديات لوجستية وتمويلية كبيرة، حيث يتطلب بناء مدينة كاملة من الصفر في الصحراء استثمارات ضخمة في البنية التحتية وشبكات المرافق والخدمات، كما أن نجاحه يعتمد بشكل أساسي على قدرة الحكومة على إقناع المواطنين بالانتقال من المناطق المأهولة إلى المدينة الجديدة.
لكن بعض الخبراء يشككون في الجدوى الفعلية لهذه المدن الصحراوية، ويشيرون إلى أن الحل الأمثل قد يكون في تطوير المدن القائمة وتحسين خدماتها بدلاً من إنشاء تجمعات سكانية جديدة قد تواجه صعوبات في الجذب السكاني.
من الناحية التمويلية، تعتمد مصر على مزيج من الموارد الحكومية واستثمارات القطاع الخاص وتمويل المؤسسات الدولية لتنفيذ هذه المشاريع الضخمة، وقد أبدت عدة دول خليجية، خاصة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، اهتماماً بالمساهمة في هذه المشروعات. كما تتعاون الحكومة المصرية مع شركات عالمية متخصصة في التخطيط العمراني وتنمية المدن الذكية لضمان نجاح المشروع.
على الصعيد البيئي، تؤكد الحكومة أن المدينة الجديدة ستكون صديقة للبيئة وتعمل بالاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة، مع تطبيق معايير البناء الأخضر وإدارة الموارد بشكل مستدام، ومن المخطط أن تشمل المدينة أنظمة متطورة لإدارة المياه ومعالجة النفايات، ومساحات خضراء واسعة، وشبكات مواصلات تعتمد على الطاقة النظيفة لتقليل الانبعاثات الكربونية.
في السياق الإقليمي، يمثل هذا المشروع جزءاً من توجه عام في المنطقة العربية لاستصلاح الصحراء وإنشاء مدن جديدة، حيث تتنافس مصر مع دول مثل السعودية والإمارات في مجال التخطيط العمراني الحديث، كما يساعد المشروع في تعزيز مكانة مصر كوجهة للاستثمارات العقارية في شمال أفريقيا، ويفتح آفاقاً جديدة للتعاون مع الشركات الدولية المتخصصة في مجال التطوير العمراني.