جنيف – (رياليست عربي): رغم أن مهمة منظمة التجارة العالمية هي تسهيل التجارة في السلع والخدمات والملكية الفكرية بين البلدان المشاركة من خلال توفير إطار للتفاوض بشأن الاتفاقيات التجارية التي تهدف عادة إلى خفض أو إلغاء الرسوم الجمركية وحصص التوريد والحواجز التجارية الأخرى، إلا أنها باتت تتباحث في قضايا أخرى ترتبط بالتجارة والاقتصاد بشكل بسيط.
فقد أقرّ المؤتمر الوزاري لمنظمة التجارة العالمية، في جنيف، اتفاقيات بشأن الصيد وبراءات اختراع لقاحات كوفيد-19 والأمن الغذائي.
حيث قالت المديرة العامة للمنظمة نغوزي أوكونغو إيويلا أمام رؤساء وفود الدول الـ164 الأعضاء في المنظمة، إن هذه مجموعة غير مسبوقة من النتائج التاريخية. مضى وقت طويل منذ أن حققت منظمة التجارة العالمية مثل هذا العدد الكبير من النتائج المتعددة الأطراف، مضيفةً : تبين النتائج أن منظمة التجارة قادرة على الاستجابة للحالات العاجلة في عصرنا.
وكان المؤتمر يهدف إلى تناول انعدام الأمن الغذائي الناجم عن العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، فضلا عن إلغاء الدعم الذي يسهل الصيد المفرط ويفرغ المحيطات، ورفع البراءات التي تحمي لقاحات كوفيد-19 موقتا، وإصلاح المنظمة.
بدوره أعلن رئيس المؤتمر الوزاري تيمور سليمانوف مساعد رئيس مدير مكتب رئيس كازاخستان، التوصل إلى اتفاق بين المفاوضين على كل هذه المواضيع بعد مداولات مكثفة استمرت أياماً عدة.
من جهتهم تساءل مراقبون عن مدى ارتباط ملف لقاحات كوفيد19 بملف التجارة العالمية، إضافةً إلى التباحث بشأن انعدام الأمن الغذائي وربطه بالعملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، حيث رأى هؤلاء بأن هذه المنظمة تحاول أولاً اتهام روسيا بتهديد الأمن الغذائي العالمي، وثانياً هي تريد استخدام هذا الملف من أجل الوصول إلى اتفاقيات تجارية بتسهيلات كبيرة فيما يخص الأغذية والمحاصيل من أجل إخراج أوروبا من عنق الزجاجة التي وضعت نفسها فيها، والمتمثلة بشعور المواطنين الأوروبيين بتهديد معيشي بسبب مواقف بلادهم من روسيا واستفزازها في أوكرانيا وفق رأيهم.