لقاهرة – (رياليست عربي): أعلنت شركة شيفرون الأميركية أنها تعمل على زيادة إمدادات الغاز الطبيعي الإسرائيلي إلى مصر من أجل تلبية ما وصفته بـ«الشهية التي لا تشبع» للطاقة في البلاد، وفق تصريحات فريمان شاهين، رئيس قسم الغاز العالمي في الشركة، خلال مشاركته في مؤتمر الطاقة “غاستك” بميلانو، نقلتها وكالة بلومبرغ.
مصر عادت العام الماضي لتكون من كبار مستوردي الغاز المسال بعد تراجع إنتاجها المحلي، ما أدى إلى تشديد أسواق الغاز العالمية. وبحسب بلومبرغ، فإن مشاريع جديدة مقررة خلال الأعوام المقبلة ستتيح لمصر استيعاب جزء كبير من الإمدادات الإضافية.
ورغم أن الإمدادات الإضافية ستأتي عبر شركة أميركية، فإن استمرار تدفق الغاز الإسرائيلي إلى مصر يُعد لافتاً في ظل الحرب الجارية في غزة وتداعياتها على الدبلوماسية الإقليمية.
تشغّل شيفرون حقلَي غاز إسرائيليين يلبّيان الطلب المصري، من بينها حقل ليفياثان الذي يضخ الغاز عبر الأنابيب. وكانت إسرائيل قد أوقفت الحقل مؤقتاً أثناء التصعيد العسكري لأسباب أمنية. وفي الشهر الماضي، أعلنت تل أبيب عن اتفاق غاز طويل الأمد مع القاهرة بقيمة تقارب 35 مليار دولار، وهو الأكبر في تاريخ إسرائيل.
من جانبها، أضافت مصر هذا العام عدة محطات عائمة لاستيراد الغاز المسال، لترتفع وارداتها إلى أكثر من ضعف مستويات عام 2018، وفق بيانات تتبع السفن التي جمعتها بلومبرغ.
شاهين أوضح أن شيفرون تدرس توسيع تطوير حقل ليفياثان إلى جانب إمكانية نشر وحدة عائمة لإنتاج الغاز المسال (FLNG) توفر مرونة وسرعة في التركيب، مشيراً إلى أن الشركة تقيّم مثل هذه المشاريع في دول أخرى مثل نيجيريا والأرجنتين. كما أكد أن الشركة الأميركية ضمنت بالفعل سبعة ملايين طن من الغاز المسال من الولايات المتحدة لدعم الإمدادات.
تأتي هذه الخطوة في وقت تشهد أسواق الطاقة العالمية تحولات كبرى مرتبطة بالاعتبارات الجيوسياسية. ووفق محللي “ريستاد إنرجي”، فإن التداخل بين السياسات والاقتصاد يظل عاملاً أساسياً يوجّه مستقبل أسواق النفط والغاز.