باريس – (رياليست عربي): دعا رئيس وكالة الطاقة الدولية، فاتح بيرول، أوروبا إلى الاستعداد الفوري لوقف كامل لصادرات الغاز الروسي هذا الشتاء، كما دعا الحكومات إلى اتخاذ خطوات لخفض الطلب والحفاظ على استمرار تشغيل محطات الطاقة النووية المتقادمة.
وفي حديثه إلى صحيفة فاينانشيال تايمز، قال بيرول: إن قرار روسيا بقطع إمدادات الغاز عن الدول الأوروبية الأسبوع الماضي قد ينذر بمزيد من التخفيضات حيث يأمل الكرملين في اكتساب النفوذ خلال عملية لاذعة في أوكرانيا.
وشدد رئيس وكالة الطاقة الدولية على أن “أوروبا يجب أن تكون مستعدة لحقيقة أن الغاز الروسي سينقطع تماماً”.
الجدير بالذكر أن وكالة الطاقة الدولية، التي يمولها أعضاء منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، كانت إلى حد كبير، واحدة من أولى السلطات في عام 2021 التي اتهمت روسيا علناً بالتلاعب بإمدادات الغاز إلى أوروبا استعداداً لعملية عسكرية شديدة على الأراضي الأوكرانية.
وقال بيرول: “كلما اقتربنا من الشتاء، فهمنا أكثر نوايا روسيا”، “أعتقد أن التخفيضات تهدف إلى إبقاء التخزين في أوروبا من الامتلاء وزيادة نفوذ روسيا خلال أشهر الشتاء.”
ويعتقد بيرول أن الإجراءات الطارئة التي اتخذتها الدول الأوروبية هذا الأسبوع لتقليل الطلب على الغاز الروسي، مثل بدء محطات الطاقة القديمة التي تعمل بالفحم، كانت مبررة بحجم الأزمة، على الرغم من المخاوف من زيادة انبعاثات الكربون، إذ أنه منذ بداية شهر يونيو/ حزيران، خفضت شركة غازبروم إمدادات الغاز إلى الاتحاد الأوروبي، أوضحت شركة الطاقة الروسية أنه بسبب عودة شركة سيمنز المفاجئة لوحدات ضخ الغاز من الإصلاح، وتطوير العمر الافتراضي لوحدة ضاغط الغاز والأعطال الفنية المحددة لمحركات إمداد الغاز إلى خط أنابيب الغاز نورد ستريم، في الوقت الحالي، يمكن توفير ما يصل إلى 100 مليون متر مكعب. م يومياً.
وفي مايو/ أيار الماضي، ضخت روسيا بشكل مطرد 170 مليون متر مكعب يومياً عبر نورد ستريم، وفقاً للإحصاءات الأوروبية، ومع ذلك، انخفضت الشحنات إلى 155 مليوناً في عطلة نهاية الأسبوع الأولى في يونيو/ حزيران، إلى 145 مليوناً في عطلة نهاية الأسبوع الثانية، وإلى 117 مليوناً يوم الاثنين 13 يونيو/ حزيران.
وفي 18 يونيو/ حزيران، تحدث مدير روسنفت، إيغور سيتشين، مع تقرير “سوق الطاقة العالمي الجديد، أن هناك حرب صليبية ضد النفط الروسي، لكن أين سفينة نوح؟”، وفي لجنة الطاقة في منتدى سان بطرسبرغ الاقتصادي – 2022، قال إن العقوبات الغربية المناهضة لروسيا ألغت “التحول الأخضر”، إن “الخطاب الأخضر” المتبقي يتناقض تماماً مع الممارسة الحقيقية الهادفة إلى إيجاد أي مصادر للمواد الهيدروكربونية في أي مكان.
الجدير بالذكر أنه في أوائل مارس/ آذار، حثت وكالة الطاقة الدولية أوروبا على عدم توقيع عقود جديدة مع غازبروم وقدمت خطة لخفض واردات الغاز الروسي إلى المنطقة، وخلال هذا العام 2022 تنتهي عقود استيراد أكثر من 15 مليار متر مكعب من الغاز، أي ما يقرب من 12٪ من الإمدادات الروسية إلى أوروبا.