باريس – (رياليست عربي): ذكر بيان للسفارة الفرنسية أن فرنسا والمملكة العربية السعودية أعلنتا عن صندوق تنمية مشترك للبنان الذي يعاني من أزمة، وتعهدتا بتقديم 30 مليون دولار مبدئياً لدعم الأمن الغذائي والقطاع الصحي في البلاد، طبقاً لوكالة “رويترز” للأنباء.
ويعاني لبنان من أزمة اقتصادية خانقة زاد منها الاشتعال الشعبي والفراغ السياسي الحاصل منذ أكثر من عامين، ليزداد عقب أزمة وزير الإعلام السابق جورج قرداحي مع دول الخليج، الذي فاقم الأوضاع وزادها سوءاً، وسط تخلي أغلب الدول عن لبنان بسبب تكتل حزب الله والنفوذ الإيراني، إلا أن السعودية عادت ومنحت لبنان فرصة جديدة، شرط أن يفي بتعهداته، فهل يلتزم لبنان المنهك، أم سيستمر في سياساته الحالية؟
وقال البيان إن الأموال ستوجه إلى مشاريع إنسانية لتقديم مساعدات طارئة، بما في ذلك الغذاء، للفئات السكانية الأكثر ضعفا في لبنان، وتحسين الوصول إلى الرعاية الصحية الأولية ودعم المستشفى العام الرئيسي في مدينة طرابلس الفقيرة بشمال البلاد.
ويعاني لبنان في خضم أسوأ أزمة منذ الحرب الأهلية التي دارت بين عامي 1975 و1990. وأدى انهيار مالي في عام 2019 إلى انهيار العملة ، مما دفع أكثر من نصف السكان إلى الفقر وجعل الكثيرين يواجهون صعوبة لتحمل تكاليف المواد الأساسية مثل الغذاء والدواء.
أما عن تفاصيل الصندوق المشترك فقد تزامن الإعلان عنه في أعقاب عودة سفير المملكة العربية السعودية إلى لبنان في وقت سابق من هذا الشهر بعد غياب دام خمسة أشهر أثاره خلاف دبلوماسي بين المملكة ولبنان بسبب تنامي نفوذ جماعة حزب الله المدعومة من إيران.
ومن الجدير بذكره أن السعودية كانت في السابق مانحاً رئيسياً للبنان، حيث قدمت مساعدات مالية سخية لرعاة سياسيين ولجهود التنمية وإعادة الإعمار. لكن مسؤولين سعوديين قالوا إن المملكة لم تجد عائدا يذكر على تلك الاستثمارات مع انزلاق لبنان أكثر في فلك إيران المنافس الإقليمي.
وقادت فرنسا جهود إنشاء الصندوق المشترك كجزء من حملة لإبقاء المملكة العربية السعودية على اتصال مع لبنان، وسيتم تقسيم الأموال الأولية مناصفة بين وكالة التنمية الفرنسية ومركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية في المملكة العربية السعودية.
وقالت تغريدات على حساب وزارة الخارجية الفرنسية باللغة العربية إن الأموال ستستخدم أيضا لتقديم مساعدات نقدية يستفيد منها حوالي 7500 شخص وحليب أطفال للأسر المحتاجة.