باريس – (رياليست عربي): حذر خبراء دوليون في السوق الزراعية من تأثير الأزمة الروسية الأوكرانية في نقطة حساسة في الإمدادات الغذائية العالمية، ألا وهي الأسمدة، طبقاً لموقع “الإيكونوميست” الاقتصادي.
هذا الجزء من تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية من أخطر ما يمكن أن تتعرض له دول العالم وبخاصة الدول الفقيرة التي لن تستطيع الحصول على الأسمدة لإكمال إنتاجها الزراعي، وإن استطاعت ستكون التكلفة أكبر بكثير من قدرتها على شراء شحنات من السماد لإمداد بلادها من هذه المادة الحيوية.
أما في الدول الصناعية، ستسهم الأسعار المرتفعة بشدة للأسمدة في ارتفاع أسعار المواد الغذائية، كما ليس من المستبعد في ألمانيا وأوروبا أن تنخفض المحاصيل هذا العام إذا تم استخدام كمية أقل من الأسمدة، وبحسب تحليل أجرته مجموعة “سي آر يو” لذكاء الأعمال في لندن، وهي مؤسسة أبحاث متخصصة في أسواق المواد الخام العالمية، ارتفعت أسعار الأسمدة إلى مستوى قياسي على خلفية الحرب في أوكرانيا وتأثيراتها في تدفقات التجارة الدولية.
وقد بدأ الارتفاع السريع في الأسعار قبل فترة طويلة من الحرب. فبحسب التحليل، تضاعفت أسعار الأسمدة النيتروجينية بمقدار أربعة أضعاف والفوسفات والبوتاس بأكثر من ثلاثة أضعاف منذ بداية 2020. ويرجع السبب في ذلك إلى الارتفاع السريع الذي سبقه في أسعار الطاقة.
وعندما يتعلق الأمر بالأسمدة، تلعب روسيا دوراً مزدوجاً في السوق العالمية، كمورد مهم لكل من الغاز الطبيعي والنيتروجين والفوسفات والبوتاس. والنيتروجين ضروري لنمو الزروع، بينما الفوسفات والبوتاس مهمان لتكوين الجذور والتزهير.
وشعر منتجو الأسمدة والتجار والمزارعون بعواقب الارتفاع السريع في أسعار الطاقة العام الماضي. وخفضت كبرى الشركات المصنعة مثل شركة “بوراليس” النمساوية إنتاجها مؤقتا، بحسب متحدث باسم الشركة في فيينا، الذي قال “يمكن دراسة إغلاق مصانع لأسباب اقتصادية”.
بالتالي، إن المزارعين لم يعد بإمكانهم تحمل تكلفة الأسمدة أو لن يريدوا تحملها، فإن هذا “التدمير للطلب” يطول بشكل أساسي أسمدة الفوسفات والبوتاس.