بيروت – (رياليست عربي): تشهد الأسواق اللبنانية فوضى كبيرة، وسط تحذيرات من تهديد الأمن الغذائي مع نفاذ القمح اللبناني من المخازن قريباً جداً، دون وجود بوادر لحل المشكلة مع استمرار الأزمة الروسية – الأوكرانية.
وفي التفاصيل، شكلت الحكومة اللبنانية لجنة وزارية لاقتراح التدابير جراء تراجع عمليات استيراد القمح، خصوصاً بعد إعلان وزارة الاقتصاد اللبنانية، أن مخزون البلاد من القمح لا يمكن أن يكفي لأكثر من شهر ونصف على أبعد تقدير، وذلك نتيجة عدم القدرة على تخزين كميات كبيرة منه، بعد التدمير الكبير الذي طال صوامع القمح جراء انفجار مرفأ بيروت.
وقال وزير الصناعة اللبنانية جورج بوشكيان، إن الحكومة اللبنانية “ستخضع توزيع الطحين للتقنين؛ لكي يكون استخدامه فقط للخبز، من أجل أن يكون لدينا مدة أطول للطحين، حتى نتمكن من تأمين القمح، من كندا وغيرها”، مؤكداً أن القرار “يعتبر خطوة وقائية استباقية لتأمين الأمن الغذائي للبنانيين”.
بدوره المدير العام للحبوب والشمندر السكري في وزارة الاقتصاد اللبنانية، قال إن لبنان “في خضم أزمة عالمية ومخزون القمح في لبنان صفر، وهو لا يتجاوز ما هو موجود في المطاحن، ولكن أدعو المواطنين ألا يتهافتوا لشراء وتخزين البضائع فنحن ندير الأزمة”.
إلى ذلك سجلت المولات التجارية في لبنان، إقبالاً كبيراً من اللبنانيين على التزود بالمواد الغذائية، ما أدى إلى نفاذ شبه كامل لكل أنواع الزيوت النباتية، وقال صاحب أحد المولات، إن الناس يتهافتون لشراء المواد الغذائية خشية انقطاعها من الأسواق، أو احتكارها ورفع سعرها بالتزامن مع قدوم شهر رمضان مطلع أبريل/ نيسان القادم، وسط مخاوف على الأمن الغذائي العالمي جراء استمرار الحرب الروسية – الأوكرانية.
ويعاني لبنان عموماً من أزمة اقتصادية خانقة، ومع وصول مخزون البلاد إلى صفر من القمح فإن اللبنانيون تنتظرهم أياماً عصيبة، خصوصاً أن العلاقة مع دول الخليج متوترة منذ الصيف الفائت، كذلك فإن سوريا التي اعتاد اللبنانيون اللجوء إليها تعاني اليوم بسبب العقوبات والحصار والحرب، ومخازينها من القمح ربما لا تكفي حتى مواطنيها.