موسكو – (رياليست عربي): تحتاج ألمانيا إلى 11 محطة للغاز الطبيعي المسال على الأقل وسنوات عديدة للتخلص من الغاز الروسي.
وأشار البرلمان الألمانية – البوندستاغ، إلى أن محاولات زيادة إمدادات الغاز الطبيعي المسال من الشرق الأوسط من غير المرجح أن تنقذ البلاد من أزمة طاقة، في نهاية الأسبوع الماضي، قام المستشار أولاف شولتز بزيارة دول الخليج العربي، نتيجة لذلك، اتفقت ألمانيا مع الإمارات العربية المتحدة على تسليم واحد فقط حتى نهاية عام 2022، حيث يمكن اعتبار نتائج الزيارات إلى قطر والمملكة العربية السعودية رمزية إلى حد ما، كما أن الخبراء مقتنعون بأنه سيكون من الصعب على ألمانيا تعويض 40 ٪ من الوقود الأزرق المفقود من الاتحاد الروسي.
طريق مسدود
حتى وسائل الإعلام المحلية استعدت بتشكك لزيارة المستشار الألماني أولاف شولتس إلى الشرق الأوسط، على الرغم من آمال الحكومة في “سد الفجوة” التي مزقها نقص الإمدادات من روسيا، يذكر أن موسكو قدمت حوالي 40٪ من احتياجات ألمانيا من الغاز.
من ناحية أخرى، أطلقت برلين هذا العام العمل على تشغيل ست محطات للغاز الطبيعي المسال ومع ذلك، لا يزال من الصعب على الألمان البحث عن موردين بديلين، ووعد رئيس وزارة الاقتصاد ونائب المستشار في البلاد، روبرت هابك، بأن ألمانيا ستتلقى الغاز من قطر من أجل تقليل الاعتماد على روسيا، لكن زيارته إلى الدوحة في مارس/ آذار انتهت بالفشل، حيث لم توافق برلين على عقود طويلة الأجل، والآن تزود الإمارة إيطاليا المجاورة بالغاز الطبيعي المسال.
كانت الجولة الأخيرة التي قام بها أولاف شولتز في الشرق الأوسط مخيبة للآمال، حيث تمكن المستشار الألماني من الاتفاق على شحنة واحدة فقط من الغاز الطبيعي المسال من الإمارات العربية المتحدة، أي عن 137 ألف متر مكعب. حيث وعدت شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) التابعة لشركة RWE الألمانية بتوريد متر من الغاز الطبيعي المسال، ومن المقرر التسليم، في ديسمبر 2022، دخلت الشركات أيضاً في اتفاقية غير ملزمة بشأن عمليات التسليم الإضافية، ووفقاً لصحيفة فاينانشيال تايمز، ستحجز أدنوك خمس شحنات من الغاز الطبيعي المسال (400-500 مليون متر مكعب) في إطار RWE لمدة عام.
وأشارت صحيفة العرب إلى أن زيارة المستشار الألماني للسعودية لم تسفر عن نتائج ملموسة بسبب الخلافات في قطاع الطاقة، ومع ذلك، ناقش أولاف شولتز مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان التعاون المستقبلي بشأن استيراد الهيدروجين، بعد المحادثات في قطر، صرح المستشار الألماني فقط أن الجانب الألماني سيحقق “تقدماً أكبر” في إمدادات الغاز الطبيعي المسال.
بالتالي، لم يكن الأمر يستحق التوقع من هذه الرحلة، لقد أوضحت قطر بالفعل أن إمدادات الغاز الطبيعي المسال يمكن توقعها، في أحسن الأحوال، في سنوات، بالإضافة إلى ذلك، أبرمت دول أخرى عقوداً طويلة الأجل معهم، إن رغبة ألمانيا في تنويع إمدادات الغاز جيدة، لكن يمكننا الآن أن نقول إن سياسة العقوبات ضد روسيا وصلت إلى طريق مسدود، حسبما قال ستيفن كوتر، نائب لجنة الطاقة وحماية المناخ في البوندستاغ.
تجدر الإشارة إلى أنه اعتباراً من 1 أكتوبر، فرضت ألمانيا رسوماً إضافية على مستهلكي الغاز بقيمة 2.4 سنت يورو لكل كيلو وات ساعة، تم تقديم خطة تطبيق هذه الضريبة في نهاية الصيف من قبل وزير الاقتصاد روبرت هابك، الآن يتعرض لانتقادات شديدة من قبل رئيس الحزب الديمقراطي الحر ووزير المالية في البلاد، كريستيان ليندنر ، ويصر على أنه لا توجد حاجة لوضع سقف لأسعار الغاز.