موسكو – (رياليست عربي): منذ بداية العملية العسكرية الخاصة، كان المجال التكنولوجي الروسي هو أول من وقع تحت العقوبات وإيقاف الشركات، حيث أغلقت العشرات من شركات تكنولوجيا المعلومات الدولية أعمالها في الاتحاد الروسي.
في الوقت نفسه، غادر عشرات الآلاف من المتخصصين في مجال تكنولوجيا المعلومات الاتحاد الروسي، ومع ذلك، وبعد مرور أكثر من عام ونصف، لا تزال هذه الصناعة على قيد الحياة، بل إن شركاتها تحقق أرباحاً عالية.
بالإضافة إلى ذلك، أدت العقوبات والعزلة إلى إضعاف تكنولوجيا المعلومات الروسية، ولكن أبعد من ذلك جعلتها مختلفة، في الاتحاد الروسي، يُطلق على هذا الاختلاف في مجاله التكنولوجي اسم “السيادة” وهم فخورون بأنه سيكون هناك الآن أقل من 10٪ من الشركات الأجنبية، ولكن ليس كل شيء واضحاً جداً.
ووفقاً لمدرسة ييل للإدارة، فقد انسحبت 159 شركة من قطاع تكنولوجيا المعلومات بشكل كامل أو أوقفت عملياتها في السوق الروسية، وخفضت حوالي 30 شركة أخرى حجم العمليات الحالية أو أوقفت استثمارات جديدة، 12 فقط يواصلون العمل هناك.
ووفقاً لباحثي مؤسسة البيانات الدولية (IDC)، بلغ حجم سوق تكنولوجيا المعلومات في روسيا في عام 2021 31.2 مليار دولار، وهو ما يزيد بنسبة 1.3% عن العام السابق، وبسبب الحرب عام 2022، كان من المتوقع أن تنخفض بمقدار 12.1 مليار دولار، أي بنسبة 39%.
ويدعي معهد البحوث الإحصائية واقتصاديات المعرفة التابع للمدرسة العليا للاقتصاد، استناداً إلى بيانات هيئة الإحصاء الروسية، أنه في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في العام الماضي تم بيع المنتجات بمبلغ 5.4 تريليون روبل، وهو ما يزيد بنسبة 8.4٪ عما كان عليه في العام الماضي، أي ما قبل الحرب 2021.
ونظراً للتغيير الكبير في اللاعبين في السوق، بدأ قطاع تكنولوجيا المعلومات الروسي في التحرك على طول الاتجاهات غير السوقية، حيث بدأت الشركات الحكومية الكبرى في تطوير البرمجيات لتلبية احتياجات صناعاتها باستخدام أموال الميزانية، وبعد بضع سنوات، قد يكون لهذه الممارسة تأثير سلبي على المنافسة داخل السوق.
ومن السمات المحددة الأخرى لتكنولوجيا المعلومات في الاتحاد الروسي تركيزها على المستهلك المحلي، على عكس أوكرانيا، حيث يتم الاستعانة بمصادر خارجية في الغالب للأعمال التجارية، ونتيجة لذلك، أصبحت أسواقها أقل اعتماداً على العملاء الأجانب، والآن يمكن سماع تصريحات جريئة مفادها أنه خلال السنتين أو الثلاث سنوات القادمة، ستبقى 10٪ من الشركات الأجنبية في سوق تكنولوجيا المعلومات الروسي، وسوف يشغل اللاعبون المحليون نسبة 90٪ المتبقية.
كما أن أكثر من 77% من إيرادات شركات البرمجيات المحلية تأتي من الاتحاد الروسي والدول المجاورة، ومن المثير للاهتمام أن حركة صادرات تكنولوجيا المعلومات الروسية تتزامن غالباً مع اتجاه مبيعات النفط، ويمكن القول إن مطوري البرمجيات الروس يعيدون توجيه صادراتهم إلى الشرق، بالإضافة إلى ذلك، تعمل وزارة الشؤون الرقمية في الاتحاد الروسي على تطوير استراتيجية لتصدير البرمجيات إلى دول البريكس والاتحاد الاقتصادي والنقدي.
زكانت شركة روساتوم هي الشركة الرائدة بين أسرع الشركات نموًا في عام 2022، حيث أدى اتجاهها الرقمي إلى زيادة إيراداتها بنسبة 600٪ إلى 331 مليون دولار، وأوضحت كاترينا سولنتسيفا، مديرة الرقمنة في روساتوم، أن انسحاب شركات تكنولوجيا المعلومات الغربية من السوق الروسية ساهم في نمو أعمال الشركة الحكومية، حيث زاد اهتمام العملاء الصناعيين بحلول تكنولوجيا المعلومات داخل البلاد بشكل حاد.