القاهرة – (رياليست عربي): باتت أعرق وأقدم وأفخم 7 فنادق في مصر بين مدن القاهرة، الإسكندرية، الأقصر، أسوان، في إطار البيع لمستثمرين وصناديق استثمارية خليجية من السعودية والإمارات والكويت، خلال الربع الأول من العام الحالي، حيث يعتبر الفنادق السبع بمثابة القوة الضاربة للشركة الحكومية المالكة لهم تحت مباشرة صندوق مصر السيادي.
ويمثل الفنادق السبع، نصيبا كبيرا في الشركة المالكة وهي الشركة المصرية العامة للسياحة والفنادق “إيجوث”، وهي إحدى شركات الشركة القابضة للسياحة والفنادق والتجارة التابعة لوزارة قطاع الأعمال العام، وحصة الفنادق المطروحة للبيع 30 % من رأس مال الشركة القابضة، وهم فنادق ماريوت الزمالك، ريتز كارلتون النيل، مينا هاوس، سيسيل بالإسكندرية، وفي مدينة أسوان كل من “كتراكت” و”موفنبيك” ، فندق ونيتر بالاس في الأقصر.
وعلى الرغم من أن بناء تلك الفنادق تسببت في ديون على مصر جاءت بوضعها تحت المراقبة المالية الدولية في القرن التاسع عشر ومن ثم فرض الحماية البريطانية عليها ومجيء الاحتلال الإنجليزي اليها، إلا أنها أصبحت الآن مرتبطة أيضا بالديون بطريقة أو بأخرى سواء بسداد القليل منها أو تنفيذا لشروط وضعها صندوق النقد الدولي بحسب القرض الأخير لفتح المجال للمستثمرين بالقطاع الخاص على حساب القطاع الحكومي.
ماريوت الزمالك.. في حب إمبراطورة فرنسا
يعرف “ماريوت الزمالك” بـ “قصر الجزيرة” الواقع على النيل وهو الذي شيده الخديوي إسماعيل، من أجل ضيفة الشرف الإمبراطورة أوجيني زوجة نابليون الثالث وحاشيتها الملكية وضيوفه من ملوك أوروبا والعالم لحفل الافتتاح الأسطوري لقناة السويس عام 1869 أي منذ 146 عاما.
وتحول القصر الملكي الخاص بأباطرة وملوك أوروبا إلى فندق لعشاق الفخامة والأجواء التاريخية الأسطورية من زوار القاهرة، وعلى مدار نحو قرن ونصف من الزمان استضاف الفندق مناسبات تاريخية ومهمة وشخصيات بارزة من مختلف الجنسيات، وفي عام 1879 بيع القصر لشركة الفنادق المصرية لسداد جزء من ديون الخديوي إسماعيل وتم تحويله إلى “فندق قصر الجزيرة”، أما في الفترة من عام 1894 وحتى عام 1903 فتم إدخال الكهرباء للقصر وتم إضافة 400 غرفة، وتحول الفندق إلى مستشفى وثكنة عسكرية إبان الحرب العالمية الأولى 1914 وحتى 1918، وفي عام 1919 اشتراه أحد كبار تجار الأراضي من أمراء الشام وهو الأمير لطف الله مقابل 140 ألف جنيه مصري، والذي حوله لمسكن خاص به، وفي عام 1961 في حقبة الرئيس جمال عبد الناصر تم تأميم الفندق وأصبح ملكا للدولة المصرية وسمي باسم فندق “عمر الخيام”، ومع بداية السبعينات شهد القصر تحولا أساسيا في تاريخه بتولي شركة “ماريوت العالمية” إدارته، فتم ترميم القصر والحدائق مع بناء برجين على جانبيه ليضما 1250 غرفة وجناحا فاخرا مع الاحتفاظ بالقصر الأصلي مقرا للاستقبال والمطاعم وقاعات الاجتماعات وصالات الاحتفالات، وقد افتتح الفندق في عام 1982، ويتكون الفندق الحالي من ثلاثة مبان، المبنى الأول “القصر” وهو مكون من 5 طوابق بها قاعات الفندق والمطاعم ومحلات التسوق والقاعة الرئيسة والاستقبال، والمبنى الثاني “برج الزمالك”، والثالث “برج الجزيرة” وترتفع أبنية أبراج الفندق 20 طابقا.
فندق النيل.. يحمل لغز وفاة عبد الناصر
فندق النيل تم تأسيسه في ستينات القرن الماضي، ليكون علامة أو أثراً على العهد الناصري الذي كان قد اختار كورنيش ميدان التحرير هو مقر الحكم، حيث بنى في الخمسينات والستينات مقر الاتحاد الاشتراكي الذي كان مرجعية الحكم في عهد جمال عبد الناصر ، ثم أصبح بعد ذلك مقر الحزب الوطني الحاكم، وتم هناك في هذه المنطقة بناء مقر جامعة الدول العربية فضلا عن تواجد مقر وزارة الخارجية القديم ، ووسط هذا الزخم كان مطلوبا بناء فندق لاستقبال الضيوف العرب سواء الحكام أو الوزراء بجوار جامعة الدول، وأيضا يكون نزل لضيوف مصر بجوار وزارة الخارجية.
واكتسب فندق “النيل” في فترة زمنية لقب الفندق “الحاكم”، وشهد أيضا أخر ساعات في حياة الرئيس المصري جمال عبد الناصر، وكما افتى البعض مثل الكاتب محمد حسنين هيكل أن في هذا الفندق وضع الرئيس المصري أنور السادات عندما كان نائبا لرئيس الجمهورية “السم” في فنجان القهوة للرئيس عبد الناصر، الذي خرج من الفندق بعد القمة العربية التي عقدت في نهاية سبتمبر 1970 ليتوجه إلى المطار لتوديع أمير الكويت ثم يعود إلى منزله الذي توفى داخله ، وكثيرون وجدوا أن هذه التهمة هي ليست أكثر من افتراء من جانب “هيكل” على “السادات” لاسيما أن التقرير الطبي لوفاة عبد الناصر يحمل تبعات الوفاة بأمراض مزمنة وليست السم، وأن ما قاله “هيكل” ليس أكثر من قصة حبكها بخياله في ظل أن هناك طاقم خدمة وضيافة وحرس معني باحتياجات رئيس الجمهورية من أكل وشرب فضلا عن طاقم ضيافة الفندق، وأن نسج القصص لا يصل إلى قيام نائب للرئيس بدخول المطبخ ليجهز فنجان قهوة ويضع فيه السم ليقتل رئيس الجمهورية.
قام “عبد الناصر” بافتتاحه في عام 1959، تم إعادة افتتاح الفندق في نوفمبر 2015 بعد إجراء أعمال التطوير والتجديد له لنحو 7 أعوام ماضية، ويضم 13 طابقا مقسمين إلى 327 غرفة، و52 جناحا بمستويات مختلفة.
مينا هاوس.. اتفاقية السلام مع إسرائيل
في عام 1869 قام الخديوي إسماعيل بتشييد فندق “مينا هاوس” أمام أهرامات الجيزة، والسبب وراء ذلك هو رغبته أن يكون استراحة خاصة به يقضي فيها أوقاته بعد عودته من رحلات الصيد الطويلة ويقابل ضيوفه فيها، وهذه الاستراحة تطل على هضبة الأهرامات ومحاطة بحدائق الياسمين، ثم حوله إلى قصر لضيوف حفل افتتاح قناة السويس، وفى عام 1883 زادت الديون على الخديوي إسماعيل فاضطر إبنه الخديوي توفيق لبيع القصر لثري بريطاني وزوجته هما “فريدريك وجيسي هيد” وأصبح القصر مسكنا خاصا لهما قضيا فيه شهر العسل ووسعا بناءه وأطلقا عليه اسم “مينا” نسبة للملك الفرعونى الذي وحد القطرين، وفي عام 1885 باعا القصر لرجل إنجليزي وزوجته هما “إيثيل وهيوز لوكيه كينغ” وهي عائلة اشتهرت بعشقها للآثار المصرية القديمة ، وقررت تحويل القصر لفندق “مينا هاوس” وفي عام 1964 تم شراء الفندق من قبل مجموعة أوبيروي وبدأ في تجديده في عام 1972 وانتهى في عام 1975، ليوقع بداخله في ديسمبر 1977 اتفاقية السلام بين كل من إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية ومصر، ثم في عام 1978 بدأ العمل في جناح الحدائق حيث أضيفت 200 غرفة جديدة، وفي عام 2007 جدد الفندق مرة أخرى وتصل عدد غرف الفندق إلى 486 غرفة و7 أجنحة صغيرة و 4 أجنحة رئيسة في كل واحدة شرفة خاصة واسعة تطل على الأهرامات، ومن أشهر الشخصيات التى أقامت في مينا هاوس أوجيني أمبراطورة فرنسا، والأمير ألبرت فيكتور أمير ويلز ونستون تشرشل والملك فاروق والملكة نازلي والرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون والملك جوستاف ملك السويد والملك امبرتو ملك إيطاليا والفونسو ملك إسبانيا والملك محمد الخامس ملك المغرب وغيرهم
سيسيل.. درة البحر المتوسط بالإسكندرية
فندق سيسل من أقدم فنادق مدينة الإسكندرية وأفخمها ، يقع في ميدان سعد زغلول بمنطقة محطة الرمل ويطل على كورنيش المدينة، أنشأ سنة 1929، وكان أول ملاكه الثري الألماني “ألبرت متزجر” الذي أسماه “سيسيل” تيمنا باسم ابن له، وصمم المبنى على الطراز الفلورنسي الذي يميز المدينة، ويتكون الفندق من خمسة طوابق، وبه 82 حجرة وثلاثة أجنحة، ويحوي مجموعة من الأثاث الكلاسيكي والتحف القديمة كما أسقفه تحوي تصاميم مذهبة، وقد تم تأميم الفندق في العام 1956، وفي 1978 حاول ملاك الفندق القدامى استرداده عبر قضية رفعت أمام المحاكم المصرية، إلا أنهم خسروا القضية.
وارتاد الفندق عدد من المشاهير وقاموا بالتوقيع في دفتر الزيارة ومنهم: محمد نجيب، ونستون تشرشل، مونتجمري، فيصل بن عبد العزيز، جوزفين بيكر، سيسيل دوميل، أجاثا كريستي، هنري مور، ألفيس بريسلي، نجيب محفوظ، لورانس داريل، عمر الشريف، محمد علي كلاي، طه حسين، أم كلثوم، محمود المليجي، فاتن حمامة، مصطفى النحاس
كتراكت.. عشق الملوك
فندق كتراكت هو نزل عريق بمدينة أسوان جنوب مصر، واسمه يعني الشلال بالإنجليزية، إشارة إلى شلالات النيل التي يقع أولها بالمدينة، وتم إنشاؤه على صخرة من الجرانيت الوردي بإطلاله على ضفاف النيل، ويتميز بطابعه الشرقي الأسطوري منذ أن تم افتتاحه في 1889.
وقد تم بناء الفندق على الطراز الفيكتوري، حيث كان الطابع الإنجليزي غالبا على الطراز المعماري وسط المناظر الطبيعية في قلب أسوان المستنيرة، وقد حضر الخديو عباس حلمي حفل افتتاح المطعم الرئيسي في 10 ديسمبر عام 1902، كما حضر ديوك كونوت الابن الثالث للملكة فيكتوريا، واللورد وليدي كرومر، والسير ونستون تشرشل، وعدد كبير من رجال الدولة والوزراء.
وكان أغاخان الثالث الزعيم الهندي، أشهر نزلاء الفندق، والذي كان مداوما للعلاج من مرض الروماتيزم، وكانت أولى زياراته للفندق عام 1937 حيث قضى شهر العسل في الجناح الجنوبي في الدور الثاني، وكان قد طلب أن يدفن في أسوان، وفي 1957 تم بناء قبره بجانب الفندق، وقد استغرق بناؤه نحو عامين ويستطيع الضيوف أن يروه من شرفة الفندق
وينتر بالاس.. مقبرة توت عنخ أمون
فندق سوفيتيل وينتر بالاس ويُعرف أيضًا باسم وينتر بالاس القديم، هو فندق ومنتجع 5 نجوم تاريخي يقع على الضفة الشرقية للنيل بمدينة الأقصر، يقع على مقربة من معبد الأقصر إلى الجنوب منه، ويضم 86 غرفة و6 أجنحة، ومن أشهر مرتاديه فاروق الاول ملك مصر والسودان وكان ليه جناح ملكى خاص بيه، الرئيس الفرنسي جورج كليمنصو، اللورد كارنارفون ، هوارد كارتر وهو أحد أهم هواة جمع الأنتيكات والآثار الفرعونية والذي قام بتمويل عمليات اكتشاف الآثار المصرية، حيث كان الفندق غرفة عمليات اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون في عام 1922 ، فضلا عن “اجاثا كريستى” الأديبة العالمية التي كتبت قصتها المشهورة “الموت على ضفاف النيل” هناك ، وألبرت الأول ملك بلجيكا وزوجته الملكة إليزابيث ملكة بلجيكا، اللذين نزلا بالفندق عدة مرات.
موفنبيك أسوان.. الآثار من كل جانب
يقع منتجع موفنبيك أسوان في مدينة أسوان المصريّة، كما يوجد بالقرب من جزيرة فيلة التي تمتاز بوجود العديد من المواقع التاريخية والسياحية والثقافية، ويعتبر في قلب أهم الأماكن الأثرية العالمية في أسوان حيث يحاط به جزيرة النباتات التي تبعد عنه 0.5 كم، وأيضاً تتواجد ما يعرف بـ مقابر النبلاء التي تقع على بعد 1.1 كم، ونفس الحال مقبرة أغاخان الشهيرة، ويتواجد على قرب 1.4 كم من متحف النوبة، ويبعد 1.5 كم عن المسلة الغير مكتملة.