القاهرة – (رياليست عربي): قدم وزير البترول والثروة المعدنية في مصر المهندس طارق الملا، إجابات واضحة عن أسئلة مهمة تتعلق بالعقبات الحالية المتعلقة بوصول الغاز المصري إلى لبنان لحل أزمة الكهرباء في الوقت الذي تعيش فيه بلاد الأرز في ظلام لانقطاع الكهرباء على مدار 24 ساعة يومياً.
وأجاب وزير البترول المصري على أسئلة مهمة تخص عقبات وصول الغاز المصري إلى لبنان عبر سوريا، وموقف الولايات المتحدة الأمريكية من هذا الشأن فيما يتعلق بقانون “قيصر” الخاص بفرض عقوبات على كل من يعمد إلى توفير السلع أو الخدمات أو التكنولوجيا أو المعلومات أو أي دعم من شأنه توسيع الإنتاج المحلي في مجال الغاز الطبيعي والنفط والمشتقات النفطية حيث يمر الغاز المصري إلى لبنان عبر سوريا.
وكشف الوزير أيضاً في تصريحات إعلامية عن الموعد الدقيق لوصول الغاز المصري إلى كافة ربوع لبنان لإنارة البلاد.
وكان لبنان يسمى بـ”سويسرا الشرق” و”باريس العرب” في عقود ماضية، لعدة مزايا من بينها أن البلاد كانت في إنارة دائماً على ساحله وجباله طوال الليل على عكس ما آلت إليه الأوضاع في الوقت الحالي بسبب الأزمة الاقتصادية الطاحنة وانهيار العملة اللبنانية “الليرة” التي أصبح الدولار الأمريكي الواحد يساوي ما يقارب 30 ألف ليرة، لتتدخل القاهرة بخطة دعم ومساندة يشرف عليها ويتابعها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بتوصيل الغاز وتطوير مرفق ومحطات الكهرباء في لبنان.
وقال “الملا”، إن هناك تنسيق ممتاز من جانب القاهرة مع الجانب اللبناني في هذا الشأن، وتمت مراجعة كافة الأمور التجارية والفنية والاقتصادية وغيره، وفي الوقت الحالي، يوجد جزء فني في لبنان نظراً لعدم عمل الأنابيب التي تحتاج إلى التأهيل والإصلاح بسبب عدم عمل هذه الأجزاء منذ أكثر من 10 سنوات، وهذا ما تقوم به الشركة المصرية تأهيله حيث سينطلق هذا الإصلاح خلال الـ10 أيام القادمة.
وأشار الوزير المصري إلى أن الحكومة الأمريكية داعمة بشكل كبير تصدير الغاز المصري إلى لبنان بشكل قوي، وهناك تواصل مستمر مع واشنطن على مستوى كل القطاعات في هذا الأمر، لافتاً إلى أن المسألة إجرائية في ظل وجود إجازات الأعياد في الفترة الحالية لوصول الغاز إلى لبنان ولكن من المؤكد سيكون وصول الغاز وبدء عمله في خلال الربع الأول من العام الجديد، والجزء الفني والتجاري تم انتهائه مع الأشقاء في لبنان، والباقي بعض الإجراءات السياسية التي ننتظر آخر المستجدات والموافقات المتعلقة بها.
وكان قد أكد رئيس وزراء لبنان نجيب ميقاتي، في كلمة ألقاها خلال لقاء حواري عقد في المجلس الاقتصادي والاجتماعي بلبنان، بعنوان “الواقع الاقتصادي الاجتماعي والمعيشي والأزمات الحالية”، أن الحكومة المصرية تقوم بكل ما يلزم لمساعدة لبنان في موضوع استيراد الغاز من مصر، ولكنه أكد على أن الجانب المصري لم يقبل التوقيع على العقد قبل تسلم رسالة أمريكية تفيد بإعفائه من مترتبات قانون قيصر، مشيراً إلى أن حكومته طالبت القاهرة، الكشف على أنبوب الغاز من سوريا إلى لبنان، لافتاً إلى أن هذا الأمر يتطلب عملاً لفترة 6 أسابيع على الأقل وبتكلفة مليون دولار، وقد بحثنا مع البنك الدولي تمويل الكلفة، مشيراً إلى أنه من خلال استيراد كمية الغاز المطلوبة، يمكن تأمين 450 ميغاوات كهرباء، وهي القدرة القصوى لمعمل دير عمار.
وفي وقت سابق، أوضح مدير عام المجلس الاقتصادي والاجتماعي في لبنان د. محمد سيف الدين، أن الغاز المصري سيضيء لبنان في وقت قريب وأن اللبنانيين شعروا بالارتياح وخفف من ضغط الأزمة بمجرد فتح أفق التعاون مع مصر في حل أزمة الكهرباء، مشيراً إلى أن لبنان ينتج أقل بكثير من ربع احتياجات المواطن للكهرباء، و أن الاعتماد كان على البواخر التي كلفة استئجارها أكبر من ثمن بناء محطة ثابتة لتوليد الطاقة.
ولفت “سيف الدين” إلى أن كلفة هدر الكهرباء في لبنان وصلت إلى 50 مليار دولار بما يعادل نصف الدين العام ، وأن 12 ساعة كهرباء يومياً تكلف المواطن ضعفين ونصف الحد الأدنى للأجور في لبنان ، وتابع:” كهرباء الدولة تصل للمواطن 3 ساعات فقط يومياً وحل أزمة الكهرباء في لبنان تحتاج 2.5 مليار دولار لبناء محطات ثابتة لتوليد الطاقة “، وأردف:”الكهرباء انقطعت في لبنان بالكامل بتوقيت واحد 3 مرات الشهرين الأخيرين منهم مرة ظلت منقطعة 4 أيام”.
خاص وكالة رياليست.