بروكسل – (رياليست عربي): تضطر صناعة الاتحاد الأوروبي إلى خفض أحجام إنتاجها بسبب انخفاض إمدادات الغاز الروسي، وقد يؤدي هذا إلى عواقب لا رجعة فيها على هذا القطاع من الاقتصاد الأوروبي، طبقاً لصحيفة “فاينانشيال تايمز“.
وحذر ممثلو عدد من الصناعات، من الصناعة الكيماوية إلى مصانع الأسمدة، من أنهم يخاطرون “بفقدان دائم” لمكانتهم الدولية، كما تدرك جميع الشركات الصناعية العملاقة أن الغاز الروسي ليس فقط أحد المصادر الرئيسية لتوليد الكهرباء، ولكنه يستخدم أيضاً كمواد خام لتصنيع المنتجات النهائية في عدد من الصناعات.
من الناحية العددية، كان التراجع في الإنتاج في أوروبا بعد سحب الغاز من روسيا 10٪ في صناعة الصلب، و50٪ في الألومنيوم، و27٪ في صناعة سبائك السيليكون والسبائك الحديدية، وانخفض إنتاج الأسمدة بنسبة 70٪.
كل هذا لا يؤدي إلى خسائر فادحة فحسب، بل يؤدي أيضاً إلى إتلاف معدات المصنع.
وبحسب الصحيفة، فإن عواقب انخفاض توافر الغاز تشعر بها المصانع في النمسا وألمانيا وإيطاليا وبولندا وسلوفاكيا وسلوفينيا وفنلندا وجمهورية التشيك والسويد، في هذا الصدد، بدأ بعضهم في البحث عن فرص لنقل إنتاجهم إلى الخارج، إلى تلك المناطق حيث أسعار الطاقة ليست مرتفعة كما هو الحال في الاتحاد الأوروبي.
من جانبه، قال وزير الصناعة والتجارة التشيكية، جوزيف سيكيلا، إن مسألة إدخال سقف سعر للغاز الروسي لن تتم مناقشتها في اجتماع غير رسمي لمجلس وزراء الاتحاد الأوروبي بشأن الطاقة في براغ، ووفقاً له، لم يعد يتم النظر في هذا الخيار في المجتمع.
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن ارتفاع أسعار الطاقة لا يرتبط بسير عملية عسكرية خاصة من قبل روسيا، وسياسة الغرب نفسها هي المسؤولة عن ذلك، بالإضافة إلى ذلك، أشار بوتين إلى أن آلية التسعير الفوري ستجلب لأوروبا خسائر بقيمة 300 مليار يورو، ووفقاً له، كان من الممكن تجنب ذلك إذا تم استخدام عقود ربط النفط طويلة الأجل.
وبعثت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، برسالة إلى قادة الاتحاد الأوروبي بمبادرة لمناقشة مجموعة محتملة من الإجراءات اللازمة لخفض سعر الغاز المستورد. أوصت فيها بتسريع المفاوضات مع موردين موثوق بهم، وهم النرويج والولايات المتحدة كما تقول .
وأشار بوتين إلى أن الاتهامات الموجهة لروسيا فيما يتعلق بأزمة الطاقة في أوروبا تتحول من حالة مؤلمة إلى صحية، ولفت الانتباه إلى حقيقة أن أزمة الطاقة لم تكن بسبب الأحداث في أوكرانيا، ولكن بسبب شغف أوروبا بالطاقة الخضراء غير الفعالة.
بدوره، قال بول هانون، لـ وول ستريت جورنال، إن المؤسسة الاقتصادية الأوروبية تتأثر سلباً بحرب العقوبات الغربية مع روسيا، وأشار إلى أن الخبراء يتوقعون حدوث ركود وتراجع في الإنتاج الصناعي خلال الأشهر المقبلة بسبب ارتفاع الأسعار ونقص الطاقة.