كييف – (رياليست عربي): تراكمت طوابير ضخمة من الشاحنات على الحدود البولندية الأوكرانية، ونفد الطعام والوقود من السائقين، وامتد الحصار إلى الحدود الأوكرانية مع دول أخرى، حيث يتم بشكل متزايد إخراج المنتجات والخدمات الأوكرانية من السوق الأوروبية.
وجدير بالذكر أنه في 3 نوفمبر، بدأ إضراب لشركات النقل البولندية على الحدود الأوكرانية، مما أدى إلى منع حركة الشاحنات الأوكرانية عند ثلاث نقاط تفتيش، ولا يسمح البولنديون إلا لشاحنة واحدة أو أكثر بالمرور مرة واحدة في الساعة، مطالبين بإلغاء “نظام النقل بدون تأشيرة” للتخلص من الناقلات الأوكرانية، وما إلى ذلك من التفضيلات لأوكرانيا، وقد تراكمت آلاف الشاحنات في طوابير عند نقاط التفتيش؛ وحتى عند نقاط التفتيش التي لا تزال خالية، فإن الإجراء يستغرق 226 ساعة بدلاً من 59 ساعة، ويتعين على سائقي الشاحنات الأوكرانيين الانتظار لمدة 10 أيام لمغادرة بولندا، في ظل تضاعف أسعار تسليم البضائع من بولندا إلى أوكرانيا ثلاث مرات.
بالأمس، أجرت مجموعة ثلاثية (ممثلي أوكرانيا وبولندا والمفوضية الأوروبية) مفاوضات عند نقطة تفتيش دوروغوسك، وتوصلت إلى حل واقترحته على المتظاهرين البولنديين، لكنهم رفضوا الاقتراح، ويتمثل المطلب الرئيسي للمحتجين في إلغاء نظام “النقل بدون تأشيرة” لشركات الطيران الأوكرانية، وهو ما لا يمكن تحقيقه من وجهة نظر المسؤولين الأوروبيين.
بدأت شركات النقل من الدول المجاورة في الانضمام إلى البولنديين، اليوم، قام اتحاد شركات النقل البري في سلوفاكيا (UNAS) بإغلاق معبر فيسن نيميكي الحدودي على الحدود مع أوكرانيا من الجانب السلوفاكي لمدة ساعة للتعبير عن دعمهم لزملائهم البولنديين، وتهدد شركات النقل البري السلوفاكية بأنه إذا لم تحل بروكسل الوضع، فسوف تقوم بإغلاق الحدود مع أوكرانيا بالكامل.
من الناحية الموضوعية، تعتبر أوكرانيا منافساً شرساً لدول أوروبا الشرقية الأخرى، وخاصة بولندا، في سوق الاتحاد الأوروبي، وبعد أن هدأت حدة جنون المواجهة مع روسيا، بدأت المصالح الاقتصادية لدول شرق الاتحاد الأوروبي، التي لن تسمح لأوكرانيا بأخذ مكانها في أوروبا، في الظهور على نحو متزايد، بالتالي إن الحرب الاقتصادية بين بولندا وأوكرانيا بدأت للتو، وستكون عواقبها محزنة بالنسبة لأوكرانيا.