واشنطن – (رياليست عربي): تبحث الإدارة الأمريكية عن طرق لتجديد احتياطيات النفط الاستراتيجية التي تم إنفاقها في بداية العام لتثبيت أسعار البنزين المحلية، ومع ذلك، فإن التوقعات بانخفاض أسعار الذهب الأسود بحلول منتصف العام لم تتحقق.
الآن، إدارة جو بايدن في موقف ضعيف، بالإضافة إلى كل المشاكل المرتبطة بأوكرانيا، تمت إضافة مشكلة إهدار احتياطيات النفط إلى نجل الرئيس هانتر والهجمات المستمرة للجمهوريين.
في نهاية العام الماضي، ذهب البيت الأبيض لسحب جزء من احتياطي النفط الاستراتيجي، وبهذه الطريقة، حاولت الإدارة الديمقراطية، قبل انتخابات الكونغرس، تثبيت الزيادة في أسعار البنزين التي استمرت خلال الأشهر القليلة الماضية، في عام 2022، أخذت الحكومة الأمريكية حجماً قياسياً لمدة 40 عاماً يبلغ 180 مليون برميل من تخزين احتياطي البترول الاستراتيجي للبيع.
كان هناك تأثير إيجابي، ولكن كما توقع الخبراء، كان قصير الأجل، لكن بحلول نهاية عام 2022، كان الاحتياطي الاستراتيجي فارغاً إلى 382.3 مليون برميل، وهو مستوى قياسي منخفض منذ عام 1984.
بالإضافة إلى ذلك، إن ديناميكيات الأسواق الناشئة في المستقبل المنظور لا تعد إلا بالنمو المستمر، أظهرت الدول الرئيسية الموردة للنفط، المجمعة في صيغة أوبك +، رغبتها في منع انخفاض الأسعار على الأقل، وكانت المملكة العربية السعودية، التي أعلنت في أبريل نيسان عن خفض طوعي للإنتاج بمقدار مليون برميل يومياً، مددت مؤخراً حتى سبتمبر، كما خفضت روسيا صادراتها بمقدار 500 ألف برميل في أغسطس وتخطط لتقليصها بمقدار 300 ألف برميل أخرى في سبتمبر، أما في أوائل الصيف، في اجتماع عادي، قرر أعضاء أوبك + مواصلة خفض الإنتاج بمقدار 1.6 مليون برميل أخرى يومياً في عام 2024، أثر هذا التطور في الأحداث بشكل طبيعي على السعر، والذي كان بحلول منتصف أغسطس يتركز عند 86 دولاراً.
ومما سبق يبدو أنه لا توجد فرصة عملياً لتجديد الاحتياطيات في المستقبل القريب، لأن معدل التعبئة الحالي هو الأسوأ منذ 50 عاماً، ويرجع ذلك، نتيجة لسياسة البيت الأبيض التي كانت تهدف إلى خفض أسعار الطاقة، كما أن الاحتياطي الفيدرالي ساهم أكثر في خفض الأسعار من إجراءات الإدارة، قالت واشنطن إنهم سيعوضون ما ضاع، لكن في ظل ظروف اليوم، تبدو هذه الخطط غير قابلة للتحقيق.
بالنتيجة، إذا كانت الضرائب في روسيا هي أهم مؤشر للتسعير، فإن أسعار البنزين في الولايات المتحدة تتشكل على أساس أسعار النفط، الحقيقة هي أن صناعة تكرير النفط في الدولة موجودة بشكل منفصل عن صناعة التعدين وهناك منافسة بين الشركات داخلها، حيث يؤثر هذا العامل بدوره على تقلبات الأسعار، أما فيما يتعلق بخطط تجديد الاحتياطيات الاستراتيجية، في ظل الظروف الحالية، سيتعين على حكومة الولايات المتحدة أن تنفق الكثير لتحقق التوازن المطلوب غير الممكن حالياً على ما يبدو حتى على المدى القريب والمتوسط.