القاهرة – (رياليست عربي): أعادت سيدة روجت كذباً، أنها خبيرة تخسيس وتغذية في مصر، وتقوم بدعاية منذ سنوات لأدوية مجهولة المصدر وغير مصرح بتداولها من الجهات المختصة، وأنها حاصلة على شهادة الدكتوراه في التغذية العلاجية من جامعة نيوكاسل ببريطانيا، الأذهان لمدلك الرئيس المصري الأسبق أنور السادات وهو “علي العطفي” الذي ادعى في النصف الثاني من القرن الفائت حصوله على الدكتوراه من أمريكا في العلاج الطبيعي، وحصل على سمعة واسعة في أوساط مهمة وقتئذ، وفي النهاية اتضح أنه عميل لجهاز الموساد الإسرائيلي.

الادعاء كذباً بالحصول على درجات علمية ومن ثم الوصول إلى شهرة واسعة، هي أوجه تشابه بين “العطفي” و”دعاء سهيل” التي ألقت أجهزة الأمن المصرية القبض عليها مؤخراً، واتضح من التحريات المبدئية عدم صحة تخصصها في مجال مكافحة السمنة وأيضاً أنها غير حاصلة على شهادة دكتوراه من بريطانيا كما ادعت، و أنها خريجة معهد خدمة اجتماعية، مع عدم انتمائها لأي من النقابات سواء الأطباء أو الصيادلة، ودحض مزاعم حصولها على الدكتوراه في التغذية العلاجية وعلاج أمراض السمنة من إحدى الجامعات الإنجليزية، وهو ما يعد انتحال صفة طبيب على غير الحقيقة ويعاقب عليه القانون.
أشهر حالات التزوير والادعاء بخبرات وشهادات عالمية في مجال علمي في مصر، وهو ما أثبت عدم صحته بعد أن حقق شهرة واسعة في أوساط مهمة، كان “علي العطفي” الذي كان مدلكاً للكثير من الشخصيات السياسية العامة والنافذة في الستينات والسبعينات من القرن الماضي، وكان المدلك الخاص للرئيس المصري الراحل أنور السادات، وظل على مدى 7 سنوات داخل المسكن الخاص للرئيس بكورنيش الجيزة ومرافقاً له في القصور الرئاسية، والذي اكتشف في النهاية أنه كان يعمل لحساب جهاز الموساد الإسرائيلي.
“العطفي” المولود عام 1922، حصل على الإعدادية ليعمل صبي بقال وفران وعامل في صيدلية، ثم مساعداً لمدلك أجنبي في حقبة الأربعينات، ومع تأميم ممتلكات الأجانب في مصر، أصبح “العطفي” صاحب اسم في هذا المجال الذي كان مستحدثاً بين الأثرياء والمسؤولين، واستطاع أن يقنع معهد التربية الرياضية بأنه حاصل على بكالوريوس في هذا التخصص ليعين محاضراً في المعهد، ووصلت مهاراته في الإقناع والترويج لذاته كذباً بالإدعاء بأنه حاصل على الدكتوراه في هذا العلم من الولايات المتحدة الأمريكية ليتدرج ويكون رئيساً للاتحاد المصري للعلاج الطبيعي ثم أول عميد للمعهد العالي للعلاج الطبيعي، وتزوج من هولندية ونال الجنسية، وفي هذه المرحلة جاءت علاقته بجهاز الموساد، في الوقت الذي تم ترشيحه “السادات” ليكون مدلكاً للرئيس.
وقع “العطفي” عندما اكتشف جهاز المخابرات المصرية، تسرب معلومات مهمة استراتيجية وأيضاً أمور تتعلق بصحة “السادات” للموساد، وفي هذه الأثناء ووسط إفراط في الثقة من جانب “العطفي” باستحالة الشك فيه نظراً لوظيفته التي جعلته مقرباً من “السادات” تم رصده من جانب أفراد للمخابرات المصرية، كان يقومون بعمل متابعة للسفارة الإسرائيلية في أمستردام، لتكون المفاجأة بأن “مدلك الرئيس” يذهب لتلك السفارة مترجلاً بشكل علني، ليتم عرض الأمر على الرئيس المصري الذي وجه بإلقاء القبض عليه في عام 1979، ليعترف بعلاقته بالموساد خلال تحقيقات ظلت 20 يوماً، وتكون من ضمن اعترافاته أن شهادة الدكتوراه التي حصل عليها من أمريكا “مزورة” وأنه لم يحصل سوى على شهادة الإعدادية.