يريفان – (رياليست عربي). أعلنت مديرة الاستخبارات الخارجية الأرمنية كريستينا غريغوريان أن مستوى التهديدات الأمنية والعسكرية التي تواجه بلادها انخفض بشكل ملحوظ خلال الأشهر الأخيرة، لكنها شددت على أن المخاطر التي تستهدف النظام الديمقراطي ما زالت قائمة ولا ينبغي الاستهانة بها.
وقالت غريغوريان للصحفيين الثلاثاء: «مقارنة بما واجهناه قبل بضعة أشهر، يمكنني القول إن التهديدات الأمنية منخفضة للغاية. لكن هناك تهديدات لديمقراطيتنا، ولا يمكن التقليل من شأنها، لأن الديمقراطية هي وتيرة وطريقة حركتنا».
وعزت غريغوريان تراجع المخاطر الفورية إلى توقيع اتفاقيات واشنطن في 8 أغسطس وإطلاق عملية ترسيم وتحديد الحدود بين أرمينيا وأذربيجان، معتبرة أن هذه التطورات ساهمت في استقرار البيئة الإقليمية.
في الوقت ذاته، حذرت من طبيعة التهديدات الجديدة التي وصفتها بـ«الهجينة»، موضحة أن مثل هذه المخاطر نادراً ما تصدر عن دولة واحدة أو طرف واحد. وأضافت: «التهديدات التي تواجه الديمقراطية عادة تنشأ من عدة مراكز تعمل بشكل منفصل. أستطيع أن أؤكد بثقة أنه لا توجد دولة تأتيها تهديدات ديمقراطيتها من جهة واحدة فقط — وأرمينيا ليست استثناء».
تصريحات غريغوريان تعكس مرحلة انتقالية في أمن أرمينيا: هدوء نسبي على الحدود يقابله قلق داخلي بشأن مستقبل النظام الديمقراطي. الخطر الأكبر قد لا يأتي من الدبابات والطائرات، بل من تآكل الثقة بالمؤسسات وتعدد القوى المؤثرة في الداخل والخارج. يبقى السؤال: هل تستطيع يريفان الحفاظ على توازنها بين الاستقرار الإقليمي وحماية ديمقراطيتها الناشئة؟