واشنطن – (رياليست عربي). أكد نائب الأميرال فرانك ويتوورث، مدير وكالة الاستخبارات الجغرافية المكانية الوطنية الأمريكية، أن مواجهة الجيل الجديد من الهجمات السيبرانية المدعومة بالذكاء الاصطناعي تتطلب أدوات قائمة على الذكاء الاصطناعي نفسه، مشدداً على أن الأمر أصبح «جزءاً من عمل القادة».
وقال ويتوورث في كلمته خلال قمة “بيلينغتون للأمن السيبراني”: «فكرة استخدام الذكاء الاصطناعي لمكافحة هجمات الذكاء الاصطناعي واقعية للغاية بالنسبة لنا… يجب تزويد مسؤولي الأمن السيبراني بالأدوات اللازمة للتعامل مع هذه التهديدات». وأوضح أن الذكاء الاصطناعي غيّر طبيعة الفضاء السيبراني، حيث سهّل على القراصنة تزوير البيانات وتنفيذ حملات احتيال أكثر إقناعاً، مثل رسائل التصيد الإلكتروني المرتبطة بهجمات الفدية.
جاءت تصريحاته بعد يوم واحد من دعوة شون كيرنكروس، مدير الأمن السيبراني الجديد في البيت الأبيض، إلى اعتماد مقاربة «شاملة على مستوى الأمة» للتصدي للهجمات السيبرانية القادمة من الخارج، عبر تعاون أكبر مع القطاع الخاص والشركاء الدوليين.
وأشار ويتوورث إلى أن وكالته ضاعفت منذ بداية 2024 استخدام منصة “مايفن” للتعرف على التهديدات، وأنها اعتمدت كذلك على الأتمتة التقليدية لتسريع إنتاج الخرائط العسكرية، حيث أُنجز 7500 خريطة في سبعة أسابيع فقط بدلاً من سبع سنوات ونصف.
من جانبه، شدد رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال دان كاين على أن «القدرة على جمع وتحليل المعلومات بسرعة عبر الذكاء الاصطناعي ستحدد التفوق في ساحات المعارك المستقبلية»، محذراً من مخاطر «التصعيد غير المقصود» إذا لم تُستخدم التكنولوجيا المتقدمة لرصد البيئة العملياتية وفهمها.
في السياق نفسه، منح البنتاغون عقوداً بقيمة 200 مليون دولار لتطوير الذكاء الاصطناعي، ووقّع الجيش الأمريكي عقداً مع شركة “بالانتير” قد تصل قيمته إلى 10 مليارات دولار خلال عشر سنوات، في حين أعاد هيكلة مكتبه الرئيسي للبيانات والذكاء الاصطناعي بهدف التحول إلى «وزارة قائمة على الذكاء الاصطناعي أولاً».
- استخدام الذكاء الاصطناعي أصبح محورياً في الدفاع السيبراني الأمريكي.
- البيت الأبيض يسعى لدمج القطاع الخاص في حماية الفضاء الرقمي.
- الجيش الأمريكي يعزز استثماراته بمليارات الدولارات في هذا المجال.
الاعتماد المتزايد على الذكاء الاصطناعي يعكس انتقال المواجهة من الساحة التقليدية إلى فضاءات رقمية أكثر خطورة وتعقيداً. لكن الاندفاع نحو “عسكرة” الذكاء الاصطناعي قد يفتح الباب أمام سباق تسلح جديد، حيث تحاول كل دولة تحويل التفوق التكنولوجي إلى قوة عسكرية مباشرة. يبقى السؤال: هل تستطيع الولايات المتحدة ضبط هذا التوازن دون أن تعيد إنتاج أخطاء سباق التسلح النووي في القرن العشرين؟