بغداد – (رياليست عربي): تحققت المخاوف الأمنية التي تم توقعها بسبب احتجاج بعض الأطراف السياسية على فوز محمد الحلبوسي برئاسة البرلمان العراقي، حيث تحدثت تقارير عن إمكانية وقوع قلاقل أمنية ومظاهرات، وسط تحذيرات من مغبة اندلاع حرب أهلية.
في هذا السياق تم استهداف المكان الذي يستقبل فيه الحلبوسي ضيوفه في قضاء الكرمة بمحافظة الأنبار بعدد من الصواريخ دون وقوع أية إصابات بشرية في المكان، مع الإشارة إلى أنه تم استهداف مقر حزب “نقدم” الذي يترأسه، بُعيد إعلان تنصيبه للمرة الثانية.
الجهة التي تقف وراء الهجوم مجهولة، وقد تكون عملية استخباراتية من أجل تأجيج الوضع الداخلي في العراق، إذ ليس بالضرورة أن تكون الجهات المعترضة على فوز الحلبوسي هي من تقف وراء تنفيذ الهجوم، لا سيما وأن زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر كان قد أرسل رسالةً إلى الإطار التنسيقي الشيعي يبلغهم فيها عن موافقته التحالف معهم، شرط أن لا يكون هناك أي حضور لائتلاف دولة القانون الذي يرأسه نوري المالكي.
يوصف مقتدى الصدر بأنه بيضة القبان الحالية في المشهد العراقي، إذ تجمعه علاقات جيدة بإيران والسعودية وواشنطن على عكس باقي القوى السياسية الشيعية، فيما يُعتبر نوري المالكي ورقةً محروقة سياسياً بسبب الكثير من الجدل المثار حوله، ووجود فيتو عربي إقليمي حول الرجل.
بالعودة إلى عملية استهداف مكان استضافة الحلبوسي لضيوفه، فإنها قد تكون محاولةً للإيقاع بين الإطار التنسيقي الشيعي وبين التيار الصدري أولاً، وبين القوى السياسية السنية الأخرى من جهة أخرى، بحيث يتم تصوير الإطار التنسيقي الذي تجمعه علاقات قوية جداً بطهران على أنه حجر عثرة في تشكيل حكومة وحدة وطنية.
المناخ السائد في العراق حالياً، يُعتبر بيئة مثالية لعمل أجهزة استخبارات معادية لا تريد للعراق والمنطقة أي هدوء أو استقرار، كما أن مسرح الجريمة أي في محافظة الأنبار المشهورة بديمغرافيتها المعروفة كوجود أكثرية سنية يجعل من مزاعم ضلوع الإطار التنسيقي أو جماعاته في العملية أمراً غير منطقي.
خاص وكالة رياليست.