موسكو – (رياليست عربي): شهدت الجبهة الأوكرانية تصاعداً ملحوظاً في وتيرة القصف بعد المحادثات الهاتفية التي جرت بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأمريكي دونالد ترامب. وفقاً لتحليلات عسكرية، كثفت القوات الأوكرانية قصفها للمواقع الروسية في محاولة لتعطيل التعاون العسكري الروسي مع حلفائها، في تطور يهدد بتفاقم الأزمة في المنطقة.
تشير تقارير ميدانية إلى أن القوات الأوكرانية استهدفت بشكل مكثف مناطق في دونيتسك ولوغانسك، مع استخدام أنواع متطورة من الأسلحة التي حصلت عليها حديثاً من حلفائها الغربيين. وقد أدت هذه الضربات إلى أضرار مادية كبيرة وخسائر بشرية من الجانبين، مما أثار مخاوف منظمات حقوقية ودولية من تصاعد العنف في المنطقة.
يأتي هذا التصعيد العسكري في وقت بالغ الحساسية، حيث كان العالم يترقب نتائج المحادثات بين بوتين وترامب التي تمت وسط توقعات بإمكانية التوصل إلى هدنة أو حل سياسي للأزمة. بدلاً من ذلك، يبدو أن المحادثات قد أتت بنتائج عكسية، حيث سارعت كييف إلى تكثيف عملياتها العسكرية في محاولة لتحسين موقفها التفاوضي قبل أي اتفاقات محتملة.
تحليل الخبراء العسكريين يشير إلى أن هذا التصعيد قد يكون جزءاً من استراتيجية أوكرانية لخلق وقائع جديدة على الأرض قبل أي مفاوضات سلام محتملة. كما أن بعض المراقبين يرون في هذه التطورات محاولة من كييف لإثبات جديتها العسكرية أمام حلفائها الغربيين الذين يضغطون من أجل تحقيق تقدم ميداني مقابل الدعم المستمر.
من جهتها، نفت موسكو أي تغيير في استراتيجيتها العسكرية، مؤكدة أن قواتها ستواصل عملياتها وفق المخططات الموضوعة. ومع ذلك، لوحظ تحرك عسكري روسي مكثف على عدة جبهات، مما يزيد من مخاوف تصاعد المواجهات في الأسابيع المقبلة.
هذا التصاعد العسكري يطرح تساؤلات حول جدوى الجهود الدبلوماسية الجارية، ويضع المجتمع الدولي أمام تحديات جديدة في ظل استمرار تدفق الأسلحة إلى المنطقة وارتفاع حدة الخطاب السياسي من جميع الأطراف. كما يثير مخاوف من احتمال توسع رقعة الصراع إلى مناطق جديدة، خاصة مع تصاعد الحديث عن احتمال تدخل قوات من حلف الناتو بشكل مباشر في الأزمة.