بكين – (رياليست عربي). أعلن الرئيس الصيني شي جينبينغ إقالة الجنرال هي ويدونغ، ثاني أعلى ضابط في جيش التحرير الشعبي، إلى جانب ثمانية قادة عسكريين بارزين، في خطوة وُصفت بأنها أكبر حملة تطهير داخل الجيش الصيني منذ ستين عاماً.
وقالت وزارة الدفاع إن الضباط التسعة طُردوا من الحزب الشيوعي ويخضعون للتحقيق بتهم «جرائم وظيفية كبرى تتعلق بمبالغ مالية ضخمة»، مضيفة أن ملفاتهم أُحيلت إلى النيابة العسكرية.
زلزال في هرم القيادة
كان الجنرال هي ويدونغ يشغل منصب نائب رئيس اللجنة العسكرية المركزية، ويُعد ثالث أقوى شخصية في القوات المسلحة الصينية. وتمت إقالته أثناء توليه المنصب، وهو أول ضابط بهذا المستوى يُعزل منذ ستة عقود.
ووصف الخبير في معهد آسيا للمجتمع لايل موريس الخطوة بأنها «أحد أكبر الزلازل داخل الجيش الصيني منذ عقود»، مشيراً إلى أن هي ويدونغ كان مرشحاً محتملاً لخلافة تشانغ يوشيا في منصب نائب الرئيس الأول للجنة العسكرية.
كما شملت الإقالات الأدميرال مياو هوا، أحد أقدم أعضاء اللجنة العسكرية، والذي أوقف عن العمل منذ أواخر 2024 بسبب شبهات فساد.
ومن بين المقالين أيضاً وانغ هوبين، القائد السابق لقوات الصواريخ التابعة للجيش، المسؤولة عن الترسانة النووية الصينية. وكان وانغ قد تولى القيادة عام 2023 بعد إقالة سلفه ونائبه في إطار حملة مكافحة الفساد السابقة.
حملة “تطهير” الجيش
وقالت وزارة الدفاع إن الإجراءات الأخيرة تؤكد «صفر تسامح الحزب مع الفساد داخل القوات المسلحة»، مضيفة أن الهدف هو جعل الجيش «أنقى وأكثر وحدة وكفاءة قتالية».
وشهد عام 2023 تسارعاً في حملة شي جينبينغ لتطهير الجيش، بدأت بتدقيق عقود التوريد الدفاعي، ثم توسعت لتشمل كل فروع القوات المسلحة — من البحرية وقوات الصواريخ إلى الشرطة العسكرية.
الولاء والجاهزية محل شك
ويرى محللون أن الحملة لا تستهدف الفساد فحسب، بل تعكس قلقاً متزايداً لدى القيادة الصينية من ضعف الولاء والانضباط القتالي. واعتبر بعض المراقبين أن حملة شي تحمل أوجه شبه مع إخفاقات روسيا العسكرية في أوكرانيا، التي ارتبطت بفساد كبار الضباط.
قبل اجتماع حاسم للحزب
وتأتي الإقالات قبل أيام من انعقاد اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيوعي، المقرر أن يحدد ملامح الخطة الخمسية المقبلة للتنمية. ويُذكر أن ثمانية من الضباط التسعة المقالين كانوا أعضاء في اللجنة المكونة من 200 عضو، ما يعكس حجم الزلزال السياسي داخل المؤسسة العسكرية.
وبينما يرى مراقبون أن هذه الخطوة تعزز قبضة شي جينبينغ الشخصية على الجيش، فإنها في الوقت نفسه تكشف عن تصدعات عميقة داخل إحدى أهم ركائز السلطة في الصين.






