دمشق – (رياليست عربي): منذ أن أعلنت تركيا عزمها وإصرارها على شن عملية عسكرية في الشمال السوري بذريعة إقامة منطقة آمنة بعمق 30كم، وما تبعها من تصريحات أمريكية محذرة، وأخرى روسية تدعو للتريث وعدم التصعيد، والمعلومات الواردة من الشمال تتضارب ما بين اقتصادية وسياسية .
فقد تحدث بعض وسائل الإعلام الغربية والروسية بأن وضع تركيا سيكون قوياً مقارنةً بروسيا المنشغلة حالياً بالحرب في أوكرانيا ومواجهة المشروع الغربي، بحيث سيجعلها غير قادرة على فرض ما كانت تفعله في السابق أمام أنقرة، والأخيرة ستستغل هذا الظرف الدولي بلا شك وفق رأي تلك الصحف.
أما عسكرياً فتفيد المعلومات والتقارير الإعلامية بأن الحشود التركية باتت مستعدة، وسط أحاديث عن جاهزية الجماعات المسلحة السورية المدعومة من أنقرة.
من جهتهم حذّر الأكراد ممثلين بقسد من أي عملية سيتم شنها، وأكدوا بأنهم على أم الاستعداد للدفاع عن مناطقهم، مؤكدين بأن واشنطن لن تبقى مكتوفة الأيدي، وذهب آخرون منهم للقول بأن العلاقات بين واشنطن و أنقرة قد تتوتر في حال نفذت تركيا تهديدها بشن العملية.
وسط هذا المشهد برزت بعض التقارير التي تتحدث عن وجود توجه للاستثمار في الشمال السوري، دون التأكد من مصداقية هذه المعلومات، لا سيما وأنها تأتي من طرف واحد في الشمال السوري، أي من قادة جماعات مسلحة ورجال أعمال سوريين مقربين من تركيا.
فقد قال هؤلاء أن لدى بعض الشركات الخليجية توجهات لفتح استثمارات ضخمة في الشمال السوري خلال الفترة القادمة، وذلك بعد استثناء الولايات المتحدة لبعض مناطق الشمال السوري من العقوبات الاقتصادية، وأكد هؤلاء بأن واشنطن تدعم هذا التوجه، بهدف تعزيز الحياة المعيشية في المناطق الخارجة عن سلطة الحكومة السورية التي يعيش مواطنوها ضائقة اقتصادية ومالية.
في سياق متصل تداولت بعض المواقع الإخبارية المحسوبة على المعارضة السورية معلومات تتحدث عن عزم شركة سعودية متخصصة في مجال إعادة التدوير على الاستثمار في بعض المناطق شمال وشرق سوريا خلال الفترة المقبلة.
بينما أشارت مصادر مقربة من الحكومة المؤقتة التي تشرف على إدارة بعض المناطق شمال سوريا إلى وجود مشاورات بشأن كيفية استفادة المنطقة اقتصادياً من قرار الاستثناء الأمريكي من العقوبات.
بدروه رأى مصدر مطلع من العاصمة السورية دمشق: أن الحديث عن استثمارات سعودية في الشمال السوري، متروك للرياض من أجل نفيه أو تأكيده، لكن لا شك بأن واشنطن لن توفر فرصةً لتعزيز خروج المناطق عن سيطرة الدولة السورية، كما أنها تريد معاقبة السوريين المؤيدين لدولتهم عبر تشديد العقوبات عليهم، مقابل استثناء المناطق الخارجة عن سيطرة دمشق من تلك العقوبات.