موسكو – (رياليست عربي): أعلنت القوات الروسية عن إنشاء منطقة أمنية على طول الحدود مع أوكرانيا بعد استكمال عملياتها العسكرية في منطقة كورسك، في خطوة تهدف إلى تعزيز الأمن ومنع أي هجمات محتملة، يأتي هذا القرار ضمن التصعيد المستمر بين البلدين، حيث تسعى موسكو لتأمين حدودها وتوسيع نطاق سيطرتها في المناطق المتاخمة لأراضي أوكرانيا.
ووفقًا للبيانات الرسمية، فإن المنطقة الأمنية الجديدة ستشمل تعزيز الوجود العسكري عبر نشر وحدات إضافية، وأنظمة دفاع جوي، ووسائل مراقبة متطورة مثل الطائرات المسيّرة وأجهزة الاستشعار، كما قد تفرض القوات الروسية قيودًا على حركة المدنيين بالقرب من الحدود لضمان عدم حدوث أي اختراقات أمنية. وجاء هذا الإجراء بعد اشتباكات متكررة في منطقة كورسك، التي شهدت توترًا كبيرًا منذ بداية الصراع بين روسيا وأوكرانيا.
من جهتها، أدانت أوكرانيا هذه الخطوة ووصفتها بأنها “احتلال غير قانوني”، بينما حذّرت الدول الغربية من أن توسيع النفوذ الروسي قد يزيد من حدة التوتر في المنطقة. وفي المقابل، برّرت روسيا قرارها بالحاجة إلى حماية المدنيين والبنية التحتية في المناطق الحدودية، مؤكدةً أن هذه الإجراءات دفاعية وليست عدوانية.
يُذكر أن منطقة كورسك تقع في غرب روسيا وتجاور أوكرانيا، وقد شهدت مواجهات عسكرية متكررة، مما أدى إلى نزوح عدد من المدنيين وتدهور الأوضاع الإنسانية. ومع تعزيز الوجود العسكري الروسي، يخشى مراقبون من صعوبة وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المتضررة، خاصة مع تقارير عن أضرار كبيرة في البنية التحتية.
على الصعيد الاستراتيجي، يُتوقع أن تستمر روسيا في تعزيز قبضتها على المناطق الحدودية، سواء عبر إجراءات عسكرية أو دبلوماسية، في إطار سعيها لخلق منطقة عازلة تحمي عمقها الاستراتيجي من أي تهديدات أوكرانية محتملة. وفي الوقت نفسه، يبدو أن الصراع بين البلدين سيستمر لفترة طويلة، مع تداعيات يصعب التنبؤ بها على الاستقرار الإقليمي والأمن الدولي.
وتُعد هذه التطورات جزءًا من المشهد الأوسع للحرب الروسية الأوكرانية، التي لا تزال أحد أهم الملفات الشائكة على الساحة العالمية، حيث تؤثر نتائجها على التحالفات السياسية والأسواق الاقتصادية وحتى الأمن الغذائي في العديد من الدول. وبينما تتصاعد التكهنات حول الخطوة الروسية القادمة، يبقى الوضع على الحدود شديد الحساسية، مع احتمال تجدد الاشتباكات في أي لحظة.