موسكو – (رياليست عربي): أوصلت روسيا رسالتها إلى الولايات المتحدة الأميركية، قبل أسبوعين من بدء المفاوضات بينهما حيال الضمانات الأمنية، حيث أعلنت وزارة الدفاع الروسية، عن إدخال منظومة صواريخ الدفاع الجوي إس-550 إلى الخدمة العسكرية.
موسكو أرادت للطرف الأميركي أن يفهم، بأنه لا يمتلك أي أوراق رابحة، يستطيع استغلالها لتليين الموقف الروسي الحاسم خلال المفاوضات بينهما.
منظومة إس-550 التي أدخلتها روسيا للخدمة مؤخراً، تتميز بقدرتها على اعتراض الصواريخ فرط الصوتية، والتي تمتلك سرعة تبلغ أضعاف سرعة الصوت، ولكم أن تتخيلوا ماذا تستطيع تلك المنظومة أن تفعله في حال بدأت المواجهة العسكرية، بين روسيا من جهة، وأميركا وحلف الناتو من جهة ثانية.
يجمع غالبية الخبراء العسكريين، على أن روسيا تتفوق على الولايات المتحدة، في مجال صناعة الأسلحة فرط الصوتية، بالمقابل تدرك موسكو، أن واشنطن ستحصل على مثل هذا السلاح مهما طال الزمن.
بناء على ذلك، أكد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، على وجوب امتلاك روسيا لسلاح قادر على تدمير الصواريخ فرط الصوتية، قبل أن تحصل الولايات المتحدة على تلك الأسلحة، وهذا ما يفسر إدخال منظومة إس-550 للخدمة العسكرية.
صحيفة زفيردا الأسبوعية العسكرية، قالت مؤخراً، إن منظومة إس-550، قادرة على استهداف الصواريخ البالستية العابرة للقارات، تماماً كما تستطيع مواجهة الصواريخ فرط الصوتية، على ارتفاع مئات الكيلومترات.
المنظومة الجديدة مطورة عن منظومة إس-500، التي تمتلك مدى صواريخ اعتراضية يصل حتى 600 كيلو متراً، كما أنها تستطيع ضرب عشرة أهداف بالستية وفرط صوتية في وقت واحد، فإن كانت المنظومة الأصل تمتلك مثل هذه القدرة، فماذا قد تمتلك المنظومة المطورة عنها؟
يذكر أن احتمال المواجهة العسكرية، بين روسيا من جهة والناتو وأميركا من جهة ثانية، يتصاعد بشكل كبير إعلامياً، مع إصرار الولايات المتحدة ودول شمال الأطلسي على تجاهل منح روسيا الضمانات الأمنية التي تريدها، والتي تتضمن منع توسع الناتو شرقاً، ومنع انضمام أي من دول الاتحاد السوفييتي السابق إلى الناتو، بينما تحاول الولايات المتحدة ضمّ كل من جورجيا وأوكرانيا.