دمشق – (رياليست عربي): بعد الضربة الأخيرة التي شنتها إسرائيل على سوريا، والتي استهدفت خلالها مطار دمشق الدولي وأخرجته عن الخدمة لبعض الوقت، باتت التقارير الإعلامية الأمريكية تتحدث عن دعم مساعدة واشنطن لتل أبيب في تنفيذ تلك الغارات لأهداف مبيتة.
فقد تحدث الإعلام الأمريكي عن تعاون أمريكي مع إسرائيل في تنسيق الغارات الجوية ضد أهداف إيرانية في سوريا، ونقل الإعلام عن مسؤولين سابقين وحاليين، قولهم إن المسؤولين الأمريكيين لم يعلقوا كثيرا على الغارات الجوية الإسرائيلية في سوريا، وهي الغارات التي تقول إسرائيل إنها تهدف لعرقلة تدفق السلاح الإيراني إلى حزب الله اللبناني، وإضعاف الجماعات المسلحة والوكيلة عن طهران في سوريا.
وخلف الستار، راجعت الولايات المتحدة عدداً من الغارات، ونظر فيها المسؤولون في القيادة المركزية الأمريكية والبنتاغون، حسب المسؤولين السابقين. وأضافت وسائل الإعلام الأمريكية أن هدف الولايات المتحدة كان هو التأكد من عدم تدخل الغارات الإسرائيلية في الحملة التي قادتها واشنطن ضد تنظيم داعش (المحظور في الاتحاد الروسي) الذي يحاول العودة من جديد بعد تدمير خلافته، وقالت الصحيفة إن التنسيق الرسمي هذا لم يُكشف عنه من قبل، ويُظهر أن واشنطن حاولت دعم حليفتها إسرائيل دون الانجرار لحرب الظل مع إيران.
وكان التركيز في عمليات مراجعة الغارات الإسرائيلية، على تلك التي تستهدف مواقع في شرق سوريا، والتي تمرّ من أجواء الموقع العسكري الأمريكي في منطقة التنف السورية، ووافقت الولايات المتحدة على معظم الغارات الجوية الإسرائيلية، إلا أن القوات الأمريكية لم تساعد الإسرائيليين في تحديد الأهداف، ولم تراجع كل الغارات التي شنتها إسرائيل على سوريا، كما يقول مسؤولون سابقون وحاليون.
التقارير الإعلامية الأمريكية أشارت إلى ما قاله المبعوث الأمريكي السابق للشرق الأوسط، دينس روس حول دعم تكتيكي أمريكي للتحركات الإسرائيلية من أجل منع الإيرانيين من إرسال الأسلحة وبناء نفوذ في المنطقة.
من جهتهم رأى صحافيون سوريون في العاصمة دمشق أن واشنطن وتل أبيب نسقتا الغارة الأخيرة على مطار دمشق الدولي، ضمن خطوات استباقية استعداداً لسيناريو إمكانية اندلاع مواجهة مع لبنان، وبالتالي الهدف هو إضعاف وإشغال محور المقاومة بخسائر المواقع التي يستهدفها الطيران الإسرائيلي، وهو ما يؤخر أي خطة للصدام مع تل أبيب في حال كان ذلك المحور يعمل عليها وفق ما تفكر به العقول الإسرائيلية، وفق رأي هؤلاء الصحفيين.