واشنطن – (رياليست عربي): رغم اللقاءات والاتصالات الجانبية التي يقوم بها زعماء أوروبيون مع نظرائهم الروس، من أجل احتواء الأزمة الأوكرانية، إلا أن وسائل الإعلام الأوروبية والأمريكية لم تتوقف حتى كتابة هذه السطور من إثارة موضوع نية موسكو شن عملية برية في أوكرانيا، والخلاف فقط على التوقيت.
إذ نشرت العديد من وسائل الإعلام الغربية تقاريراً تتحدث عن استمرار القوات الروسية بحشد المعدات والأفراد بعدد من المواقع الحدودية المحيطة بأوكرانيا من التدريبات العسكرية في بيلاروسيا شمالاً إلى شبه جزيرة القرم جنوباً.
ورصدت وسائل الإعلام تلك أربع سيناريوهات للعملية العسكرية، دون إعطاء توقعات أخرى كاحتواء الموقف، أو التوصل لحل دبلوماسي مع كييف والناتو.
ومن تلك السيناريوهات وفقاً لشبكة سي أن أن الأمريكية أن الغزو الروسي قد يحدث قبل ذوبان الجليد في الربيع، لأنه سيوفر ميزة ميكانيكية باعتبار أن الفرق الآلية تحتاج إلى أرض صلبة متجمدة، فيما السيناريو الثاني الذي روجت له أوساط بريطانية بأن لا علاقة للطقس والمناخ بتوقيت الغزو الروسي، كما تم الترويج لقوة السلاح الروسي وخصوصاً المدرعات التي تتمتع بإمكانية تنقل ممتازة على الأراضي الوعرة والرخوة.
كذلك روجت أوساط استخبارية أمريكية لسيناريو يقول بأن موسكو ستعتزم شن عمليتها العسكرية على أوكرانيا في وقت مبكر من العام الحالي، وقد لا يتعدى ذلك شهر نيسان/ أبريل المقبل.
أما في كييف فتقول اوساط إعلامية وسياسية هناك أن التهديد من روسيا خطير، ولكنه ليس وشيكاً، وأنه إذا تم إصدار أي أمر روسي بالهجوم، فسيستغرق الأمر من أسبوع إلى أسبوعين حتى تكون القوات الروسية بالقرب من الحدود جاهزة.
وسط ذلك كله ينفي الكرملين أي نية لدى موسكو شن عملية عسكرية ضد كييف، حيث تقول مصادر دبلوماسية روسية بأن التصريحات الصادرة دول غربية هي أشد مخاوفاً وعدائيةً ضد روسيا، من تلك الصادرة عن كييف ذاتها، وهو أمر غريب، وتختم المصادر بالقول إن ما يحدث حالياً هو حشد وتهويل إعلامي باستخدام تكتيك التضخيم والإصرار على فكرة الحرب التي لا وجود لها أساساً، والهدف شحن التوتر وتحويل المناخ إلى عدائي يصور روسيا كدولة عدوانية وطامعة، فيما الناتو قوة تريد حماية الدول المهددة.