موسكو – (رياليست عربي): أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن تحرير البلدة الاستراتيجية ميروليوبوفكا في جمهورية دونيتسك الشعبية، في إطار العملية العسكرية الجارية في شرق أوكرانيا. يأتي هذا التقدم كجزء من الجهود الروسية لتعزيز السيطرة على محورين رئيسيين في دونباس، حيث تشكل البلدة نقطة ارتكاز مهمة للتحكم في خطوط الإمداد وتعزيز الموقف التكتيكي للقوات الروسية والقوات الموالية لها.
وفقًا للبيان الرسمي، تمت السيطرة على البلدة بعد مواجهات عنيفة مع القوات الأوكرانية، التي حاولت الصمود في وجه التقدم الروسي لكنها اضطرت للانسحاب تحت ضغط القصف المدفعي والهجمات البرية المنسقة. وتؤكد المصادر العسكرية الروسية أن العملية تمت بتخطيط دقيق، مع الاستفادة من التفوق الجوي والمعلوماتي لضمان تحقيق النتائج بأقل خسائر ممكنة.
يعتبر تحرير ميروليوبوفكا خطوة مهمة نحو تعزيز السيطرة على المناطق المحررة سابقًا في دونيتسك، حيث تشكل البلدة حلقة وصل بين عدة جبهات قتالية. كما أن موقعها الجغرافي يتيح للقوات الروسية تعزيز تقدمها نحو مدن أخرى مستهدفة، مثل كراماتورسك وسلافيانسك، التي لا تزال تحت السيطرة الأوكرانية وتُعدّ نقاطًا حيوية في الخريطة العسكرية للمنطقة.
من الناحية الاستراتيجية، يُظهر هذا التقدم استمرار الزخم العسكري الروسي في دونباس، رغم المحاولات الأوكرانية لتعزيز دفاعاتها بدعم غربي. كما أن السيطرة على ميروليوبوفكا قد تساهم في تعزيز خطوط الإمداد اللوجستية للقوات الروسية، مما يسهل نقل المعدات والجنود إلى الخطوط الأمامية بكفاءة أعلى.
على الجانب الأوكراني، تشير تقارير ميدانية إلى أن القوات المسلحة الأوكرانية تواصل اعتمادها على تكتيكات الدفاع المتحرك، مع محاولة إبطاء التقدم الروسي عبر شن هجمات مضادة محدودة. ومع ذلك، يبدو أن التفوق الناري والعددي الروسي يحدّ من فعالية هذه المحاولات، خاصة في المناطق المفتوحة حيث يصعب إقامة دفاعات طويلة الأمد.
ويعد تحرير ميروليوبوفكا مؤشرًا على استمرار حسم المبادرة العسكرية لصالح روسيا في دونباس، وإن كان ذلك لا يعني نهاية المقاومة الأوكرانية. فمع استمرار الدعم الغربي، من المتوقع أن تشهد الجبهة مزيدًا من التقلبات، لكن التقدم الروسي الحالي يعزز موقفه التفاوضي ويضغط على كييف وحلفائها لمراجعة استراتيجياتهم العسكرية.